الثلاثاء، 22-12-2020
03:09 م
رغم أن الكاتب « التشيكي « فرانز كافكا الشهير بـ « كافكا « قد عاش حياة قاسية ، وهو ما انعكس على كتاباته والتي أشهرها رواية « المسخ « التي تدور حول شخص يصحو فيجد نفسه قد تحوّل إلى « صرصار» ويبقى بسريره ويظل يرتجف.. ، الاّ انه مرّ بتجربة « إنسانية « قبل وفاته عام 1924... بسنة واحدة.
نوردها هنا لغرابتها وبراءة صاحبتها :
« في حديقة في برلين لفتت انتباهه طفلة تبكي بُحرقة ، بسبب أنها فقدت دُميتها، عرض عليها أن يساعدها في البحث لكنه لم يجد شيئًا .. فاقترح عليها أن ترجع لبيتها و أن يقابلها في اليوم التالي ليبحثوا مجددا..
لكن في البيت ، قرّر كافكا أنه يكتب رسالة على لسان الدّمية للطفلة ، ويسلّمها لها في الموعد لأنّه كان واثقًا أنّ الدّمية ضاعت للأبد .
الرّسالة كانت :
(صديقتي الغالية توقّفي عن البكاء أرجوكِ ، إنّي قرّرت السّفر لرؤية العالم و تعلٌم أشياء جديدة ، سأُخبرك بالتّفصيل عن كلّ ما يحدث لي يوميًا ) ..
عندما تقابلوا قرأ الرّسالة للطفلة التي لم تتوقف عن الابتسامة والفرحة وسط دموعها .
وهذه لم تكن الرسالة الوحيدة، كانت البداية لسلسلة لقاءات ورسائل بينهم ،تحكي فيها الدّمية للفتاة عن مغامراتها وبطولاتها بأسلوب ممتع جميل جذّاب .
بعد انتهاء المغامرات أهدى كافكا للبنت دمية جديدة كانت مختلفة تمامًا عن القديمة .
ومعها آخر رسالة على لسان الدُمية :
(الأسفار غيّرتني ، لكن هذه أنا ) ..
كَبِرت الفتاة و بقيت محتفظة بدمية كافكا إلى أن جاء يوم واكتشفت رسالة أخيرة ثانية كانت مخبّأة في معصم دميتها وجاء فيها : ( الأشياء التي نُحبّ معرّضة للفقدان دومًا ، لكن الحبّ سيعود دومًا بشكل مختلف) ..
.. المخلص : فرانز كافكا.