الخميس، 15-04-2021
04:47 م
عيّنوه معلماً في قرية نائية تظهر كالنتوء على حدود الصحراء. القرية وسكّانها جميعاً تحت خط الفقر بأمتار. لكنه لاحظ أن الأطفال يأتون إلى المدرسة بحماسة، ويتلهفون للاستماع إلى الدروس وحفظها، ربما لأنه لا يوجد لديهم ما يفعلونه غير ذلك!
هو من عائلة فقيرة أيضاً، وقد وافق أن يعمل هنا طمعا ً في علاوة (بدل جنوب) ولتوفير بعض المال لإعالة أبويه وأخوته، وربما لتوفير ما يمكّنه من التكفير في إكمال نصف دينه خلال السنوات العشر المقبلة.
في حصّة العلوم، كان الدرس حول الجاذبية الأرضية، طفق يشرح للطلبة، كيف اكتشف إسحق نيوتن موضوع الجاذبية. حدّثهم كيف جلس نيوتن تحت شجرة تفاح منهكاً، وما كاد يغفو حتى سقطت تفاحة من الشجرة فشجّت أنفه. تفاجأ نيوتن بالحدث، وترك أنفه ينزف، وهو يفكر في تلك القوة التي جعلت التفاحة تسقط من شجرة التفاح إلى الأرض. طفق يفكر حتى اكتشف ما أسماه بالجاذبية الأرضية، حيث تجذب الأرض الأجسام إليها.
وبعد شرح مبسّط عن قوانين الجاذبية، كما ورد في الكتاب، لاحظ أنّ الطلبة بكامل انتباههم، لكنّ مسحة ً من عدم الفهم والحيرة تعلو وجوههم جميعا ً.
سألهم إذا ما كان هناك من لديه استفسار، فرفعوا أصابعهم جميعاً.
أحس وكأنهم سوف يسألون السؤال ذاته، فقال لهم بشكل جماعي:
- ما هو السؤال. ؟؟ اسألوا!!
قال الطلبة بصوت واحد:
- ما هو التفاح يا أستاذ؟
(من كتابي الجديد «البالون رقم10»)