جمهورية الدومينكان الوحيدة وقفت مع الاقتراح الامريكي بتمديد العقوبات على ايران بينما رفض اعضاء مجلس الأمن الإقتراح الامريكي الذي سقط وطرح مجددا سلوكيات الهيمنة التي تفشل مجددا نظرا للنهج الأحادي الذي تعتمده واشنطن في علاقاتها الدولية سواء مع الاصدقاء والحلفاء او مع المنافسين والخصوم، مما قاد إدارة ترمب الى ازمات متلاحقة داخلية وخارجية، وقدم صورة مزرية لاكبر دولة في العالم بعد ان خسرت مصداقيتها، وستكون الاشهر المقبلة بمثابة إمتحان عسير لأمريكا ودورها القادم.
إقتراح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد قمة لزعماء العالم لتجنب «مواجهة» بسبب تهديد أمريكي بتفعيل العودة إلى فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران لقي ترحيبا من بكين وهذا التحول دوليا من شأنه تمتين التحالف المضاد لامريكا والكيان الصهيوني ويضع عراقيل جديدة امام سياسات واشنطن ومحاولات الهيمنة عسكريا وسياسيا وإقتصاديا، ومن المتوقع ان تقدم واشنطن تنازلات إقتصادية وتجارية لبكين في محاولات لإبطاء تقدم تحالف مجموعة دول الإقتصادات الصاعدة ( بريك ) حيث تظهر تقدما مهما في النمو الإقتصادي. المتغيرات الدولية والإقليمية شديدة الدقة والخطورة على كافة المستويات سياسيا وعسكريا وإقتصاديا، فالثابت ان الولايات المتحدة الامريكية اخفقت سياساتها في عدد من دول المنطقة العربية حيث اربك التحالف المضاد للتحالف الدولي بقيادة امريكا وعطل خططه العداونية، وبالرغم من تشابك الخيوط الا ان الثابت تراجع الإندفاع الامريكي في المنطقة، مما دفع الرئيس الامريكي الى سحب اعداد كبيرة من القوات الامريكية في مناطق مختلفة بدءا من اوروبا الى افغانستان والعراق وسورية، ومع إرتفاع حرارة صراع الديمقراطيين والجمهوريين للفوز في الإنتخابات الرئاسية تشهد واشنطن إنكفاء مؤقتا عن قضايا المنطقة وإهتمامتها.
فالمرحلة المقبلة تتطلب إهتماما إستثنائيا بحيث يتم تغليب المصالح الداخلية والاقليمية على مصالح الغير، فالإقتصاد وتحفيزه بكل السبل المتاحة له الافضلية خصوصا وان الاشهر القليلة الماضية شهدت تراجعا كبيرا جراء عوامل مختلفة اولها جائحة فيروس كورونا وتداعياتها التي لا زالت تؤثر بتفاوت على الجميع، وسياسيا نواجه عدوانا مستمرا من الكيان الصهيوني المتنمر على المنطقة وشعوبها، كما نواجه أطماعا تركية وايرانية يتم تسويقها زورا بطرق مختلفة، فالخطوط العريضة للإفلات مما نحن فيه واضحة علما بأن المربع الاول يتطلب تحديد من هو العدو الاول الذي يهدد حاضرنا ومستقبلنا ويقينا هو الكيان الصهيوني وأطماعه، فالشعوب العربية وقواها الوطنية حددت ذلك بدون مواربة او تهويم.