الأحد، 23-08-2020
04:17 م
نجم عن المحاولة الصبيانية لتصوير وباء كورونا بأنه مؤامرة و محاولة تسييس الوباء، استهتارٌ وتراخٍ واستخفاف، الحق بنا ضررا واضحا.
على مدى عدة اسابيع كانت اصاباتنا بالكورونا غير محلية، ليؤدي الإهمال على الحدود الى تزايد عدد الإصابات الناجمة عن مخالطة تجار وسائقين قادمين من البلدان المجاورة، الأمر الذي يستوجب تحديد المسؤوليات بدقة ومحاسبة المقصرين بشدة.
لقد انتقل الوباء بسبب الإهمال من طور الانحسار الى طور الانتشار. وهاهو قلقنا من التفشي يصعد الى السطح.
اثبتت قدراتنا الوطنية الاردنية اننا دولة مؤسسات راسخة، تمكنت بفضل وبفعل اشراف الملك المباشر ومتابعة ادق التفاصيل، من حصار الوباء.
الآن، ثمة احتمال لوقوع سيناريو سيئ، الأمر الذي استدعى تدخل الملك مجددا واصدار توجيهاته للحكومة والأجهزة الأمنية وخلية أزمة كورونا، لـ»تفعيل خطط ميدانية عاجلة لاحتواء موجة الوباء الجديدة».
مرة اخرى، نؤكد اطمئنانا الى ان توجيهات الملك ستطَبَّق، لانه يتابعها بحذافيرها.
ونثق ان ميكانزمات المؤسسات الوطنية، كفؤة وجاهزة لاستعادة زمام المبادرة وإعادة احتواء الوباء.
والشق الذي يغلق دائرة السيطرة هو نحن. نحن بأيدينا ضمان سلامتنا من هذه الجائحة. وضمان استمرار سلاسة الحياة الطبيعية.
وكي لا يُقال نجحت العمليةُ و مات المريض، فإن واجبنا هو ان نتعاون تعاونا كاملا وان نساعد انفسنا للحيلولة دون فرض الحظر الخانق الشامل الذي سيزعزع معيشتنا ويضعضع اقتصادنا ويسحق حياتنا الاجتماعية.
ان اعادة احتواء الوباء ممكنة كليا اذا نحن تعاونا والتزمنا بتعليمات الوقاية والسلامة.
بأمانة، نحن تراخينا !
نحن انتهكنا قواعد السلامة التي طبقتها الصين وفرّطت بها اميركا وايطاليا واسبانيا وامريكا اللاتينية وغيرهما من الدول.
علينا اليوم ان نلتزم الجدية المطلوبة لتنفيذ التعليمات وتدابير الحماية الاحترازية وفي مقدمتها الالتزام بالكمامات والتباعد وعدم الاكتظاظ والتعقيم المستمر والبقاء في البيت الا للضرورة.
لقد نجحت الصين نجاحا كاملا في احتواء الوباء لأنها طبقت عدة قواعد صارمة، ملخصها كلمة: «الانضباط».
في ايدينا ان نيسّر ولا نعسّر على انفسنا، كي لا يتم فرض حظر التجول الذي يسميه العالم «سيناريو القمع» للحيلولة دون تفشي الوباء.