الثلاثاء، 16-06-2020
04:29 م
كنتُ أقضي معظم اجازاتي الصّيفية في مدينة « اربد « وغالبا ما كانت في بيت « خالي « ابو بلال رحمه الله.
ورغم اهتمامات خالي « السياسية «.. فقد
كان يتمتع بخفّة دم ّ تخفف من جفاف القضايا السياسية.
كنا نتجول بين الاقارب في ساعات المساء.. وحين يقترب الليل،يتركني في غرفة كانت « خالية» مع « كومة بطّيخ «.. كانوا يشترونها بالجملة وكانوا يسمّونها « زقطات «.. لحجمها الصغير.
وكان خالي قبل أن يودعني كي أنام..وقبل « تصبح على خير يا ابن اختي جميلة،كان يوصيني ب « البطّبخات « خيرا.. وفي الصباح كان اول ما يفعله.. تفقّد البطيخات ويعدهن.. بطيخة.. بطّيخة.
وبعد أن يطمئن ان « الذئب « لم يلتهم أيا منهن.. يبدأ الصباح كالمعتاد.
وعندما كنت اسأله عن أفعاله.. كان يقول « في اولاد بدهم ياكلوا «.
وعلى طريقة « عد غنماتك يا جحا «.. والسؤال « ماذا لو أخطأ جحا بعد غنماته ؟
طبعا..كان ذلك من « باب المزاح « ليس الاّ !!
فقد كان خالي كريما وشجاعة وودودا ومستنيرا فكريا.
وهو الذي عرّفني على صحافة « بيروت «.. فكنت أرى عنده جريدة « النهار « و» الأنوار « قبل أن أبلغ سن النضج فاميّز لماذا كان خالي يقرأ ويتابع تلك الصحف المهمّة في ذلك الحين.
نرجع لموضوع البطيخات..
امس.. كنت في الشارع وسمعتُ « صاحب سيارة « ينادي على « البطّيخ « ويقول بصوت « غير اذاعي « على الاطلاق :
خَمسة كيلو بطيخ بدينار..
و يضيف :
بطّيخ « وادي عرَبة «. اي ان مصدر البطّيخ منطقة وادي عربة...
وللأسف لم يمهلني الرجل وقتا ريثما اشتري منه.. فقد تأخرتُ في الحديث مع صاحب السوبر ماركت المجاور لبيتي.
كنت أرغب بشراء مجموعة من البطيخات للاواد،اولادي... ومع بعض الحديث عن « اشاعات « ب « وجود شيء « وفساد في بعض البطيخ المتوفر بالأسواق.. ناس بيقولوا.. في كيماوي..
طيب منين بيجيله الكيماوي..
وانا بصراحة بحبّ البطّبخ وباموت بالبطيخة خاصة اذا كانت حمرا وحلوة..
ويمكن أن التهم « كوم بطيخ على قعدة وحدة «.
لدرجة ان أحد الأصدقاء « الاوغاد» صرّح مرة وقال « اذا بدّك تقتل « طلعت»،يعني انا،حُطّله قنبلة في بطيخة «.
يا له من صديق وغد.