أيام وطنية كبيرة يحتفي بها الأردنيون؛ عيد الجلوس على العرش ويوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى. هذه ليست فقط مناسبات وطنية نستذكرها ونحتفل بها، بل هي قيم سياسية ووطنية أصبحت جزءا أصيلا من منظومتنا الوطنية تعطي الأردنيين الشعور بالمجد والفخار، وتصلب من قوتهم والتفافهم حول ثوابتهم وعلمهم. العرش والجيش والنهضة الكبرى ثوابت وطنية أردنية تسمو على كل خلافاتنا وتبايناتنا توحدنا وتعزز قوتنا وانسجامنا السياسي والمجتمعي.
الملك غدا أقدم حاكم عربي، ورث العرش وما معه من مصاعب ومتاعب، تفانى ببناء أردن جعلنا جميعا نطاول به الرقاب. العرش يمثل الدولة بكل رمزيتها، والجالس على العرش هو حامي الدستور ورأس الدولة وأب الأردنيين يقف على مسافة واحدة منهم جميعا. الملك صمام الأمان وعنوان الاستقرار والاستمرار والحامي للقيم والآخذ بيد المجتمع نحو الرفعة والازدهار، يحافظ على قيم الأردنيين وثوابتهم، ويتأكد أن السلطات جميعا تقوم بعملها متوازنة لا تغول لإحداها على الأخرى.
الملك يرأس السلطة التنفيذية وشريك للسلطة التشريعية وهو من تصدر الأحكام القضائية باسمه، لذا فهو صمام الأمان والحارس للدستور وتوازن سلطاته. يجلب الملك معه للحكم إرثا قرشيا هاشميا ضاربة جذوره بالتاريخ منذ حكم عليّ- كرم الله وجهه- ومن قبله سادة العرب من قادة قريش. منذ قرون، عرف عن نهج الهاشميين بالحكم الشورى والرحمة والصدق والتواضع والتفاني بخدمة الأمة والمواطنين، وما كان حكمهم يوما بالدماء بل بالصبر والوسطية والحلم والحكمة. العرش بكل ما يمثل من تاريخ وإرث وأسلوب ومنهج أصبح ثابتا من ثوابت الأردنيين يذودون عنه ويحتفون به حبا وعشقا لا تزلفا ورياء.
أما الجيش، فهو درة التاج وعنوان الصدق والرجولة والشهامة والمروءة، قرة عين القائد وسكينة وطمأنينة الأردنيين الذين يحبونه بل ويعشقونه كما يعشقه الملك بكل ما يمثل من قيم وشيم أردنية كريمة وسامية. المؤسسة الأم فيها خيرة الأردنيين ممن وضعوا أرواحهم على أكفهم حماية لنا ولأعراضنا وأرضنا فغدوا عنوان الطمأنينة ونبراس الفخر والكبرياء الوطني. يلتف الأردنيون حول الشعار والفتيك يتفانون في حبه لأنه بالنسبة لهم تمثيل للوطن العظيم الكبير بكل تاريخه ومحطات صموده وصلابة صخوره وجودة معدنه.
الجيش ثابت من ثوابت الوطن لا نرضى أن يمسه مارق أو ينال من هيبته سياسي مختال. الجيش وقائده الأعلى الملك عنوان القصة الأردنية بكل ما فيها من معاني النجاح والبناء والتضحية والعزيمة والصبر.
أما الثورة العربية الكبرى فهي أيضا ثابت وطني تجسد الوحدة الوطنية بأهم معانيها كانت ولا زالت عنوان النهضة وطريق الازدهار، قادها أحرار العرب من الأردن وسورية وفلسطين ولبنان والعراق والحجاز. كلهم توحدوا حول رايتها الخفاقة وهدفها السامي لرفعة العرب واستقلالهم ووحدتهم. إنها الثورة التي تمثل عمق الوحدة الوطنية الأردنية التي لا تقبل إلا المساواة بين الأردنيين بصرف النظر عن أصولهم ومنابتهم وديانتهم وأعراقهم ولغاتهم وجنسهم. إنها الثورة التي تمثل ما في هذه الأمة من خير راسخ كان يوما حضارة العالم الأولى.