الأحد، 01-08-2021
01:10 ص
مثل كل الكائنات في الاردن، فكّرتُ في قضاء «الإجازة» الاستثنائية.
اتصلتُ بصديقي مروان، قال إنه «مسافر» الى «شرم الشيخ». اتصلتُ بصديقتي ـ نادية ـ، مين نادية، كان هاتفها مغلق، وفي اليوم التالي ارسلت لي »مسجا» تقول فيه إنها في « طابا»، وتعتذر عن لقائنا الذي كان مقررا «يوم الجمعة».
لماذا «يوم الجمعة »،يعني انقطعت الأيام،قلت:لأنه يوم»عطلة» واستطيع ان اتحرك بسيارتي براحتي في شوارع عمّان.
قلتُ: اكيد يوسف في بيته. مررتُ به كي اتناول معه طعام الغداء، ردّت السيرلانكية: بابا مش هون،راح بحر ميّت!.
قلت: يوسف يحب السمك ولهذا ذهب ليصطاد السمك في البحر «الميّت».
كنتُ أرقب نظرات زوجتي »الشامتة» وهي تراني »أتلّوى» رغبة في هجرة البيت ولو لساعات مع احد اصدقائي.
رنّ هاتفي وقلت:جاء الفَرَج.
لكنني فوجئتُ بصديقي جواد يخبرني ان هناك «طابورا» من السيارات من عمّان الى البحر الميّت، وهو »علقان» وكان يريد العودة الى عمّان، بعد أن «شعر بالقرف».
قلت: حتى أنت يا جواد..!
خرجتُ اتمشّى بعد ان ضاقت عليّ الارض،رأيتُ فتيات ونساء يرتدين النظارات السوداء،ويلهون بالموبايلات.بينما ثمّة رجال ينقلون أكياس الفحم و»مناقل» وعدّة الشواء،وقد ارتدى كل منهم »بنطلون شورت» وترك ذراعيه الموشومين للريح.
كل السيارات باتجاه »المجهول»،المهم ان يغادروا بيوتهم. حتى طريق »ياجوز» الترابية امتلأت بالناس.
نزلتُ الى كراج العمارة،لم أجد سيارات الجيران،أين اختفوا؟
تذكّرتُ الشكوى الدائمة: الاردن ما فيه فلوس. الناس طفرانة. ولا أذكر كائنا او كائنة التقيته او التقيتها الاّ وكانت «الشكوى» من صعوبة الوضع الاقتصادي. ومرة سألتُ أحدهم عن حاله قال بالانجليزية »ووكنغ»، يعني «ماشية».
لو ذهبت الى اي بيت وفتحت الثلاجة، لما وجدتَ اكثر من «علبة تون»،لكن ينفق مئات الدنانير على الثرثرة بالموبايل.
كل الناس في النهار يرتدون »النظارات السوداء» ويتذمّرون، ولكنهم يفعلون العكس في حياتهم.
سألت عن ثمن ارخص نظارة من تلك التي ترتديها النساء فعلمت أنها من خمسين دينارا وانت طالع!
ومع ذلك تشكو من عدم دفع اجرة البيت وانهم «العائلة مكسور عليهم» باقي اقساط المدرسة للأولاد.
أتأمل «نظراتهم» القاتمة و»نظّاراتهم» السوداء،واسير في الشارع أحدّث نفسي مثل.. المجنون!