الإثنين، 17-10-2022
04:20 م
لا أرى ضوءا في نهاية النفق، سواد ناصع من حولنا، لكن ذلك لا يعني إطلاقا أن القضية انتهت، وأن المزاد الدولي رسا على الإسرائيليين.
القدس، هذه المدينة الحائرة بين السماء والأرض، هذه الأرض المعجونة بدماء الغزاة على مر التاريخ والجغرافيا، لا يزال في مساماتها فراغات لدماء غزاة جدد يحاولون سرقة هويتها وتاريخها، بذريعة ادعاءات تاريخية حمقاء، تجعلهم مديرا لدائرة الأرض يوزع قواشينها عليهم، مكافأة لهم على معاصيهم التي لا تنتهي لا لتبدأ من جديد.
فلسطين القضية، هي الوحيدة التي لم تنته، منذ بدايات القرن المنصرم، حتى آخر رصاصة غادرة تنغرز في عنق طفل فلسطيني، يقاوم العدو بكل ما أوتي من شجاعة، وقلب لا يعرف سوى فلسطين بوصلة للحياة.
لا أنوي تعداد الملفات التي تم اغلاقها في العالم، على مدى المئة عام السابقة، لكن ملف فلسطين لم يغلق قط، ولا يزال الجرح نازفا، رغم الخيانات، ورغم أولئك الذين حاولوا تغطيته بقماش المفاوضات والإتفاقات، حتى يلتهب ويموت الجسد.
لا أرى ضوءا في نهاية النفق، لكني أرى شعبا، لم يعد يراهن إلا على نفسه، وجداره الأخير هو التوحد معا في مواجهة عدو لا يتقن إلا لغة البندقية.
لا ارى ضوءا في نهاية النفق، لكني أرى طائر الفينيق الفلسطيني ينفض رماد حرائقه، ويخرج من فوهة النفق أكثر قوة وشبابا.