الأربعاء، 12-08-2020
02:22 م
لا تحسبوا أكل الكيك بهذه السهولة ! أنتم غشيمون وجاهلون.. الكيك من أصعب الحلويات في طريقة أكله؛ وله طقوس و بروتوكولات ..! الكيك الذي تشتريه من جيبتك ومن جيبة اللي خلّفوك (كُلْه / اشمطه أو الهطه) بالطريقة التي تُريّحك..أنت حرّ في طريقة تناوله؛ سواء كعبلته أو عجنته أو رميته للأعلى ولقفته بفمك..!
أنا أتكلّم عن الكيكة..تلك التي يأتون بسكين كبيرة لتقسيمها ؛ تلك التي يصنعونها لأعياد الميلاد ولأفراح فائضة عن الحاجة. بل أتكلّم عن كيكة ينظر إليها (المدعوون وغير المدعوين) باعتبارها الوطن.! تلك الكيكة المسروقة والمتروكة في العراء ..!
لا تأكلها هكذا بلا تخطيط.. ولا تنظر لغيرك كيف يأكلها..بل انظر إلى الكعكة جيداً. ستراها ناقصة غير مكتملة؛ لأن هناك من سبقك وعبث بها دون استخدام السكين في التقطيع..بل كانت السكين باليد الأخرى كي يرهب كل من يتقدّم إلى الكيكة. لذا ستجد آثار أصابع كل من مرّ عليها. أصلاً منظرها وهي مقسّمة بانتظام دليل على أن هناك همجيّةً وتخبّطاً في أخذ شيءٍ منها.
الكيكة يا أساتذة وطنٌ بأكمله؛ (فغّصتموها) و(تناشتموها) ولم تقفوا حولها في حبّ وجلال. الكيكة الآن لم يبقَ منها إلاّ ما تناثر من أياديكم وبقاياكم المتروكة غصباً عنكم؛ والمصيبة كلّ المصيبة أنكم عُدّتم جميعاً تتقاتلون على تلك البقايا المتناثرة؛ ولم تلاحظوا صياح الأولاد المنتظرين حصتهم الحقيقية في ربوع الوطن؛ هؤلاء الأولاد الذين يكبرون أمامكم كي يظفروا بشيء من الكيكة كي يكون المستقبل لهم.!
للكيكة فنّ في الأكل؛ وأنتم عبثتم بمستقبل الكيكة. وآن الآوان لأن يكفّ الجميع يده كي تستريح الكيكة وتستجمع أشلاءها المتناثرة ليأتي دور من لم يأكل منها حتى الآن.