الأحد، 12-07-2020
03:35 م
كان المطر شديدا، مصحوبا بعواصف رعدية وبرد قارس وقارص. وكان الرجل يسير في البادية، يحاول الاحتماء من غضب الطبيعة ويتقافز مثل الكنغر من حجر لصور ومن هربج لهربج ومن طور لطور.
بينما هو على تلك الحال شاهد ضوء قريبا ينوس في بحر الظلمات فاتجه إليه راكضا. بعد قليل وجد نفسه على باب كهف صغير يضيئه سراج ضعيف. وقد وجد في الداخل رجلا عجوزا وزوجته يستدفئون بفروة يقرفصون تحتها متلاصقين.
رحب الرجل بالضيف، لكنه اعتذر منه بأنه لا يملك فراشا لينام عليه الضيف، لكنه يستطيع ان يدفئ نفسه بوضع جودل الحمار على كتفه.
ولما كان الرجل يعرف ان هذا الجودل يوضع على ظهر الحمار ليركب عليه الناس، شعر بأن كرامته ستجرح إذا تقمص دور الحمار ليتدفأ. فرفض بإباء وسؤدد ان يتدفأ به وجلس في طرف المغارة مبلولا لكنه متوهج بالكرامة.
بعد قليل ازداد البرد وتحول إلى صقيع ن فسمع صاحب المغارة صوت أسنان ضيفه وهي تتراقص بردا وأطرافه تهتز... فنادى عليه طالبا منه ان يضع جودل الحمار عليه لكن الرجل رفض مرة أخرى بإباء وسؤدد.
استعر البرد أكثر فأكثر، كان المعزب نائما مع زوجته تحت الفروة، لم يستطع الضيف احتمال الزمهرير فنادى على صاحب البيت قائلا:
- يا معزب... يا معزب!
ولما صحا صاحب المغارة عزّت على الضيف كرامته، فلم يستطع الاعتراف بأن عليه ان يرتدي جودل الحمار، فقال:
- يا معزب غيّر (عدّل) اسمه، وهاته خلليني اتغطى فيه!!