الإثنين، 28-02-2022
05:13 م
لا للحرب، لا للغزو، لا لغرور القوة، لا لهدر الأرواح والموارد، لا للحكام الهزليين الذين يشكلون خطرا على جيرانهم وعلى شعوبهم.
لا للعقوبات الجماعية التي ستنعكس على شعوب العالم الفقيرة، ارتفاعا صارخا في الأسعار، يضيف إلى 700 مليون جائع، ملايين أخرى من الجياع.
يجدر أن نقف أمام المصير الإنساني الواحد، ونسأل الله ان لا يضرب أحدا بأحد.
وانا من قلبي المسلم الذي تعمره المحبة، والإيمان والتوق إلى السلام العادل بين شعوب الأرض، أسأل الله أن لا يستجيب إلى الدعاء الدموي، بأن يضرب الصليبيين بالصليبيين، ولا إلى ضرب غيرهم بغيرهم،
بل أسأل الله أن يحقن دماء البشر كافة، وخاصة دماء المسلمين التي تراق بأيدي المسلمين في سوريا واليمن والعراق وليبيا، وأن يحقن دماء ابناء الشعبين الجارين، روسيا و أوكرانيا.
لقد بات واضحا ومعلنا، ان شعوب العالم قاطبة، تدين العدوان والحروبَ والغزو، تدين مشعليها وتعزلهم. والمفارقة أن شعوب العالم التي تدين جرائمَ الحروب وتفرض العقوبات على مقارفيها، لا تدين الحربَ ذاتها، بقوة أكبر.
العالم الذي يدين «جريمة الحرب»، يجدر أن يعتبر «الحربَ جريمة» دموية أعتى وأشد خطرا على حق الإنسان في الحياة.
وفي ظل الكوارث والأوبئة التي تتناوب على العالم، نحتاج إلى السلام والتنمية وصرف الجهود إلى سلامة البيئة وتطوير اساليب الانتاج الزراعي وتأمين الغذاء والطاقة والماء للناس.
لا يوجد ما يبرر الحروب التي لوثت التاريخ الإنساني وظلت إحدى صفحاته الدامية، إلا الأطماع المتضخمة وشهوة الهيمنة والتمدد وبسط النفوذ والغباء.
وحروب إسرائيل العدوانية التوسعية، هي أبرز الأمثلة في العصر الحديث على الحروب المدمرة الظالمة التي ابتلعت مقدرات المنطقة ودمرت تنميتها وازدهارها.
ينسجم الموقف الأردني، من الحرب الروسية الأوكرانية مع الشرعية الدولية، ومع علاقاتنا الاستراتيجية بالولايات المتحدة الأمريكية، لكن هذا الموقف، الزائد عن الحاجة، لم يراعِ أننا نتعرض إلى تهديد أمني ضخم من جنوب سوريا، وأن روسيا يمكن أن تسهم في رفع أو خفض هذا التهديد، الذي يشكله حزبُ الله اللبناني والميليشياتُ الإيرانية المسلحة وعصاباتُ التهريب السورية.