الإثنين، 20-06-2022
03:54 م
حراك اقليمي يتصاعد رويدا رويدا، في مناطق متعددة، الرئيس الاميركي جو بايدن سيزور المملكة العربية السعودية الشهر المقبل بدعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز، وخلال الزيارة التي سيلتفي قيها ولي العهد محمد بن سلمان، وسيحضر بايدن قمة مشتركة، دعا إليها الملك سلمان مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، البحرين وسلطنة عمان والكويت وقطر والإمارات، اضافة الى حضور جلالة الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
بايدن يخطط ايضا لزيارة فلسطين المحتلة حيث يلتقي برئيس وزراء الكيان الصهيوني، مع إمكانية عقد لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتخطيط لعقد قمة افتراضية بين تل ابيب والإمارات العربية في إطار دعم واشنطن للتقارب العربي- الصهيوني.
زيارة بايدن للمنطقة تأتي في ظل صراع اطلسي – روسي صيني متصاعد سواء في منطقة وسط أوروبا او شرق آسيا حيث بحر الصين، كما ان الزيارة سيخصص جزء منها في إطار التحشيد الاميركي ضد ايران وخاصة في ظل تصعيد التصريحات «والحركشات» التي يقوم بها الكيان الصهيوني تجاه ايران سواء في شمال العراق او في سورية احيانا، فضلا عن الاستفزازات الصهيونية لطهران بشان القدرة النووية الإيرانية.
واشنطن يهمها في المقام الرئيس تأمين الكيان الصهيوني – وهي لهذه الغاية تعمل جاهدة بشكل مباشر او غير مباشر- وهي تعمل لتوسيع قاعدة الدول التي تدخل في علاقات صداقة مع تل ابيب.
تريد واشنطن من بعض الدول إقامة علاقات حارة وليست باردة مع الكيان الصهيوني، وهي تجتهد لتحقيق ذلك من خلال تغيير بوصلة الصراع عند دول معينة، وجعل البوصلة لتشير تجاه ايران وليس نحو الكيان الصهيوني، والمؤسف أننا بتنا نلمس ذلك من خلال تصريحات دول باتت تستبعد الكيان الصهيوني كعدو، وتضع بدلا منه ايران.
عمليا، واشنطن تجيش دول العالم ومن ضمن هذا العالم منظومة دول الشرق الأوسط، والتحشيد ضد ايران والتغاضي تماما عن احتلال الكيان الصهيوني لدولة لمدة 74 عاما ورفض تل ابيب الانصياع للشرعية الدولية والقرارات الأممية، والاعتداءات الصهيونية المتواصلة على شعب اعزل وممارسة كافة أشكال القتل والتعذيب بحقه، وتريدنا واشنطن تناسي وتجاهل كل ذاك، وغض النظر عن تدنيسها للمواقع والمقدسات الدينية الاسلامية والمسيحية، واعتبار طهران العدو وليس الكيان الذي يقتل ويدنس ويقتلع الناس من ارضهم ويحتل أراض ليست له ويقيم على ارض قتل اهلها الحقيقيين او شردهم لكي يبني عليها مستعمرات لمهاجرين جاء عبر اصقاع العالم.
لماذا يراد لمنطقة الشرق الأوسط معاداة ايران والتغاضي عما تفعله تل ابيب؟ لماذا ترى واشنطن ان تدخل العالم والمنطقة في صراع لا ناقة لنا فيه ولا جمل، فصراعنا الحقيقي الواضح والظاهر مع الكيان الصهيوني، وبعيدا عن اللعب على وتر الطائفية مع ايران فإننا لا نملك موقفا منها اقلها بالقدر نفسه مع الكيان الصهيوني؛ فلماذا تريد واشنطن لدولنا الدخول لمنطقة افتعلتها وصنعتها هي ولا تريدنا النظر لجرائم هذا الكيان الصهيوني الفاشي.