لن يصوموا في رمضان
ستتقدّم أيام رمضان ونحن نطلب الرحمة والغفران بذات الوقت الذي لا نرحم فيه بعضنا ولا نغفر لتائب على بابنا..! ولن يصوم الممثلون بمسلسلات رمضان عن بثّ مزيد من العنف والجريمة والانتقام في أعمالهم؛ هذا خلافاً لعروض الأزياء في واقع لا أزياء فيه وخلافاً لعمليات التجميل التي تجعل من مئات الفنانات (شبه بعض) ..!
سيصوم الكثيرون؛ ويتقرّبون إلى الله في فضح (العائلات المستورة) والتي لم يعلم عنها أحد إلاّ عن طريق (أصحاب الطرود) الذين ترافقهم كاميرات (فل أتش دي)..!
والذي سيستمر في الصوم ليلاً ونهاراً ولن يتسحّر ولو بشق تمرة هو الاقتصاد..لأن لا أحد يعزمه على مائدة حوار..ولا أحد يتفاهم معه على بقاء؛ ولا أحد يطلب منه أن يدخل بيوتنا سليماً ومعافى؛ بل سيبقى مثل (العيّل التايه) مشرّداً في الشوارع حافي القدمين بقميص متآكل وشورت يظهر عورته..وبشعر أشعث لم يقترب الماء منه؛ يعيث فيه القمل والصيبان فساداً وحكّاً..!
رمضان هذه المرّة أقسى من أي مرّة..لأنه يأتي والأوجاع تحيط بنا من جهاتنا الستة بالإضافة للأوجاع التي تسكننا وتكبر كلّ يوم وترفض أن تتراجع..!
يا الله؛ نحن نمشي على حبل مُعَلَّقٍ في الهواء في رمضانك؛ فلا تجعلنا نسقط على أرضٍ كلها صخور ..نحن عبادك يا الله؛ والشيلة أكبر من قوة حملنا وتحمّلنا واحتمالنا..كن معنا يا الله.
