السبت 2024-11-16 09:39 ص

ماذا يحدث في واشنطن بشأن الأردن؟!

04:05 م
سيأتي السفير الأميركي الجديد، في الأردن هنري وستر، في توقيت حساس، بعد مرور أكثر من عامين تقريبا، بدون وجود سفير أميركي في عمان، وأمامه ملفات صعبة .


الإشارات التي تتنزل من واشنطن بحق الأردن، متناقضة، لكن يمكن فك اسرار تناقضها، فالسفير الجديد، وخلال جلسة تثبيته أمام الكونغرس الأميركي يشيد بالعلاقات الأردنية الأميركية، ويعتبر أن الولايات المتحدة أفضل صديق للأردن، فيما تحدث أعضاء في الكونغرس الأميركي بكلام إيجابي عن الأردن.

الأردن أقام شبكة حماية وعلاقات قوية داخل الولايات المتحدة، سواء داخل الحزبين الجمهوري والديموقراطي، أو داخل مجلسي النواب والشيوخ، ومع بقية المؤسسات، وتحديدا البيت الأبيض، والبنتاغون، وغيرهما، وهو أيضا كان يتصل بشكل دائم مع اللوبي الإسلامي، واليهودي، ومراكز الأبحاث والتخطيط والأزمات والتفكير، التي تمثل جهات عدة، وبعضها له نفوذ كبير عند مركز القرار.

شبكة الحماية هنا، قوية، ولدى الأردن أصدقاء، لكن هذا لا يمنع، أن تخرج أصوات ضد الأردن، وقد قرأنا كيف تقدم سبعة أعضاء من الكونغرس يمثلون الحزب الجمهوري، يطالبون الأردن بتسليم الاسيرة السابقة أحلام التميمي، وإلا سيتم فرض عقوبات اقتصادية، واذا كان هذا العدد ليس كبيرا، إلا أنه يمثل إشارة واجبة القراءة؟.

مناسبة هذا الكلام، أن التصعيد الأردني ضد إسرائيل، بشأن ضم الضفة الغربية، وسقف التهديدات الأردنية، التي وصلت حدا غير مسبوق، عبر تلميحات تتعلق باتفاقية وادي عربة، وإجراءات قيد الدراسة، في توقيت كان فيه وزير الخارجية الأميركي يتحدى وباء كورونا، ويطير بطائرته الى تل ابيب، داعما مشروع ضم الضفة الغربية، سيكون له ارتداد محتمل.

هنا في عمان، ترقب للأيام المقبلة، فالتهديدات الأردنية، ربما لم تلق قبولا من واشنطن، ولا من الإسرائيليين، ولا من الجسر الواصل بين الطرفين، أي العلاقات الدبلوماسية، ومراكز اللوبي المختلفة، التي لها امتداد على أعضاء في الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وخصوصا، اللوبي اليهودي الذي تمثله اكثر من جهة في واشنطن، وقد تتحفظ بشدة على تهديدات الأردن، وتحاول تصعيد الردود خلال الفترة المقبلة.

هذا يعني ان فتح الأعين على المواقف داخل الكونغرس، وتحرك مراكز اللوبي المختلفة، وما تبثه بعض وسائل الاعلام الأميركية، تحديدا، من تلك المحسوبة على الإدارة الأميركية، او اللوبي اليهودي في واشنطن، أمر مهم، وبلا شك فإن عمان الرسمية عبر السفارة في واشنطن، من جهة، أو عبر الاتصالات الثنائية بين عمان، وجهات عدة في الولايات المتحدة، قادرة على استنتاج منسوب التوتر.

قد تعتبر الإدارة الأميركية ان الأردن يعاند خطها بشكل جاد، ويتحداها ، وقد تعتبر أن الأردن يطلق مواقف حادة فقط، من اجل استيعاب الداخل الأردني، وتهدئة خواطره، دون إجراءات فعلية، وبهذا المعنى قد تتعامى واشنطن عن تهديدات الأردن، اذا اعتبرت أن القصة مجرد تعبير إعلامي مؤقت عن الموقف، لكنها أيضا لن تنسى أن الأردن حشد الأوروبيين، بطريقة غير مسبوقة ضد المخطط الإسرائيلي، ورعايته الأميركية، وهذا يعتبر بعيون أميركية واسرائيلية خروجا جزئيا من مساحة التفاهمات مع الاميركيين والإسرائيليين.

ربما يعاني الأردن من ظروف صعبة، وهو بحاجة الى دعم مالي، من الولايات المتحدة، وبحاجة لدعم واشنطن عند جهات مانحة، لكن الولايات المتحدة أيضا، لها حدود في توظيف هذه العوامل ضد الأردن، خصوصا، أن مس استقرار الأردن، وإضعافه، له أثر أوسع على الأمن الإقليمي، وحتى على مصالح إسرائيل، التي تريد إضعاف الأردن، لكنها كما واشنطن، لن تحتمل كلفة خلخلة الدولة الأردنية، ولا وصول الأردن الى حالة خطرة جدا، وقد يحمي الأردن نفسه هنا، من كلف رد الفعل، بسبب الدور الوظيفي الإقليمي.

من المفترض ان لا يتم ترك ساحة واشنطن هذه الفترة، خصوصا، أن هناك قوى مؤيدة للأردن، والاقتراب من موعد الانتخابات الأميركية، يساعد كثيرا في تعزيز الحمايات داخل الحزبين ، الديموقراطي أولا، وبين أنصار الأردن بين الجمهوريين، لكن مع الأخذ بالحسبان، أن عودة ذات الرئيس محتملة، وأن كلفة التحرك في الظلال الخلفية للإدارة الأميركية بشكل يؤشر على التحدي، قد يكون مكلفا في وقت لاحق.

هذه مجرد قراءة تحليلية، وسنرى إلى أين يصعد أو ينحدر خط العلاقات الأميركية الأردنية خلال الشهرين المقبلين، لكن القراءة المسبقة، مفيدة للغاية؟.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة