الأحد، 18-06-2023
04:41 م
في المقال السابق، طرحت تساؤلا حول ما حققته الزيارات الكثيرة لمسؤولين أردنيين إلى العراق الشقيق، خصوصا أن تلك الزيارات متواصلة منذ فترة طويلة، وتم خلالها اللقاء بجميع أركان الدولة العراقية، من أجل فتح آفاق تعاون أكثر مع العراق، لتجاوز التحديات التي تواجهها عملية التعاون الثنائي والتبادل التجاري في المنطقة الحبلى بالنزاعات، خصوصا أن التقارب يمثل مصلحة للبلدين.
لقد أكدت أن من حق المواطن أن يعرف عما يجري في تلك اللقاءات، وكم هي النجاحات التي حققها المسؤولون الأردنيون فيها، وما هي التحديات التي تواجههم في هذا السياق، وطالبت بأن يخرج مسؤولونا عن صمتهم، ويبلغونا بحيثيات الملفات التي تم نقاشها.
العديد من المسؤولين لم يقبلوا هذه الدعوة للشفافية، ربما لأنهم يعتقدون أن الأمر لا يعني المواطن، وأنهم هم وحدهم من يقرر متى وكيف يفصح عن المعلومات. لكن اتصالا هاتفيا جرى معي، أثلج صدري. فقد هاتفني وزير الداخلية مازن فراية، واستجاب لهذه الدعوة، موضحا أبرز ما أنجزه خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد.
كصحفي، من واجبي أن أضع بين يدي الناس ما حققه الفراية، وإعطاء الوزير حقه بعد مبادرته هذه، وحرصه على التواصل مع الرأي العام من خلال الإعلام، وأن يتم إلقاء الضوء على جهوده وإنجازه.
يكشف الفراية أن زيارته للعراق التي تمت أواخر أيار الماضي، أثمرت عن تفاهمات بين الطرفين، من بينها، تخويل السفير في عمان صلاحية منح سمات دخول الزيارة والمتعددة للأردنيين، وفق مبدأ المعاملة بالمثل. وأيضا إلغاء شرط وجود الكفيل العراقي، في حال طلب الحصول على سمة دخول أو إقامة، واعتماد تذكرة سفر صالحة لضمان عودة للأجنبي بدلا من التأمينات المالية، وإلغاء إشارة منع الدخول بحق الأردنيين المخالفين لقانون الإقامة، والاكتفاء بدفع الغرامة المترتبة. كما يكشف أن الاجتماعات أقرت منح الإقامة للأردنيين الراغبين بالبقاء في العراق أكثر من المدة المسموح بها، وتمديدها عملا بمبدأ المعاملة بالمثل.
هذه القرارات تهم شريحة كبيرة من الأردنيين الذين يمتلكون علاقات وأعمالا وصلات مع العراق، ويهمهم كثيرا أن يتم تسهيل دخولهم وسفرهم وإقامتهم هناك، لذلك فإن وزارة الداخلية ممثلة بوزيرها الفراية بذلوا جهودهم، وكان أن تحققت هذه التفاهمات المهمة، ونحن اليوم بانتظار أن يتم وضعها على سكة التنفيذ.
الوزير الفراية الذي بادر بالاتصال، نؤكد له أن إقدامه على توضيح ما يتعلق بهذا الملف لم يخسره شيئا، على العكس تماما، فقد فاز بمخاطبة الناس الذين طالما رغبوا بمعرفة ما يفعله الوزراء والمسؤولون، وأيضا أكد بما لا يدع مجالا للشك أن زيارته لم تكن استعراضية أو استجمامية، بل هي رحلة عمل سعى خلالها لخدمة الأردنيين، والتسهيل عليهم في تعاملهم مع العراق الشقيق.
مثل هذه المبادرة هي ما نؤكد عليه دوما، والذي يقضي بضرورة الاشتباك مع الشارع ومحاورته، للتخفيف من حدة الاحتقان والسخط على الحكومة التي يراها المواطن كما لو أنها تقبع في برج عاجي، وغير معنية به وبهمومه. حتى حين تعمل من أجله، فهي غير معنية بإطلاعه على جهودها.
شكرا للوزير الفراية على مبادرته، ونحن ننتظر المسؤولين الآخرين لكي يقوموا بكشف ملفاتهم وإنجازاتهم أمام المواطن، عبر بيانات أو تصريحات أو مؤتمرات صحفية، فهل يحظى الأردنيون بهذه الفرصة؟