نزيف؛ انفجار..! ولم أدعه يكمل طبيب العيون الجميل أوّل أمس وهو يريد وصف حالة عيوني..ارتعبتُ وانتفضتُ : لحظة يا دكتور؛ ما هذه الألفاظ الثورية؛ نزيف وأنفجار؟ هل هناك انقلاب في عيني..؟ هدّأني الدكتور مبتسماً: ما في شي بخوّف..لكنها ألفاظ طبية لهذه الحالة..! فقلتُ له: الله يرضى عليك يا دكتور؛ بالأول قُلْ : ما تخاف وضع عيونك كويّس وبعدها اشمطني الالفاظ اللي بدّك إياها..!
ضحكنا سويّاً؛ لكنني قطعتُ كل ضحكاتي وأخفيتها في جيب بنطالي الخلفي عندما قال لي: ما تزعل؛ ما تشد على حالك؛ ما تعصّب؛ كل ذلك سيفاقم وضعك؛ الذي حدث الآن هو مؤشر على السيئ القادم إن عصّبتَ أو زعلتَ أو شددتَ على حالك..! الدكتور وكأنه يطلب مني أن مهنة الكتابة الشعبية اليومية؛ كأنه يقول لي: لا تتنفس الناس..! بل كأنه يحذّرني إن نزلتُ للشارع وإن فتحت التلفزيون وإن عملتُ جولة في النت..! كأنه يأمرني ألاّ استقبل الفواتير؛ ألاّ أدفع أجرة البيت؛ ألاّ أحطّ بنزين في سيارتي وألاّ أرخصها..! بل كأنه يريدني أن اعتزل في كهف في جبل مقطوع حتى يأتي أمر الله..! فكل تفاصيلي قائمة على الزعل والعصبية والشدّ عَ الحال والحيل..!
ألم يدرِ دكتوري الشاب أن جيلي هو جيل (كيس الدواء)..؟ ألم يعلم أن جيلي هو جيل ثورة التكنولوجيا ولكن بوسط الهزيمة..؟! ألا يعرف أن جيلي هو المقصوف عمره في وضح الشباب ويكمل مسيرته على عُكّازين وهميين إن أحسّ بفقدانهما خار وستكثر سكاكينه..!
لن أزعل بعد اليوم؛ لن أُعصّب؛ لن أشدّ على حالي..لكنني سأقلب عاليها واطيها؛ وإللي عنده كلمة يظبها..!