الإثنين، 18-07-2022
04:01 م
في العاشر من شباط (نوفمبر) من عام 1975 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 3379، وينص القرار على أن الصهيونية هي شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري، وطالبت الجمعية الأممية جميع دول العالم بمقاومة الأيديولوجية الصهيونية التي وحسب القرار تشكل خطرًا على الأمن والسلم العالميين.
بعد ما يقرب من 15 عاما ألغي هذا القرار بموجب القرار 46/86 يوم 16 ديسمبر 1991، إذ اشترطت إسرائيل إلغاءه كشرط لقبولها المشاركة في مؤتمر مدريد للسلام في عام 1991، باعتبار أن ذاك يمكن أن يحث السلام، والمخزي أن السلام لم يتحقق بفضل تعنت الاحتلال الصهيوني، فيما فازت الصهيونية العالمية بقرار تم بموجبه إلغاء قرار يدين فكرها المتطرف.
عمليا فإن الصهيونية كانت توازي النازية والفاشية والعنصرية، وكانت مرفوضة أمميا، ووقف أكثر من 70 دولة من دول العالم ضد هذا الفكر المتطرف، وكان العالم ينظر له باعتباره جزءا من العنصرية والاستبداد، وكافة أشكال الفصل التعسفي والاضطهاد.
اليوم بتنا نسمع من يفتخر بصهيونيته ويجاهر بها وكأنها باتت إرثا سياسيا وفكريا حتى بتنا نسمع زعماء عالميين ورؤساء دول يفعلون ذلك دون النظر لما يفعله الصهاينة النازيون من احتلال وتشريد وقتل وتهجير واحتلال لشعب فلسطين الأعزل.
قياسا لما حصل من حقنا السؤال هل سيأتي يوم تصبح فيه الفاشية والنازية أمرا طبيعيا؟ ونرى رؤساء دول يجاهرون بها وينسبون أنفسهم لها دون تردد أو وجل؟، ولم لا وقد بتنا نرى تيارات أوروبية تحمل فكرا فاشيا عنصريا يرفض الآخر ولا يعترف إلا بسيادة الجنس الأبيض الفاتح ولا يتفاعل إلا مع قضاياه، ولمَ نستغرب ألم تتهم موسكو بعض الغرب بالفاشية في حربها مع حلف الناتو في أوكرانيا؟، ألم تتحدث عن تطهير عرقي حصل في بعض المناطق ما دفع روسيا للتدخل لوقفه؟.
القصة ليست قراءة كف أو تنجيم، فمن بات ينظر للصهيونية بفخر رغم وجود قرارات أممية تدينها يمكن أن ينظر لأفكار متطرفة أخرى ذات النظرة بعد مدة من الزمن، ومن يزرع دواعش في حواضننا العربية ويدعمهم ويؤمّن وجودهم ويمدهم بالسلاح تحت ستار الليل يمكن أن يفعل أكثر من ذاك بكثير في أيام مقبلة.
هذا الغرب ما يزال يكيل بمكاييل متعددة حسب مصالحه، فهو يدين أي لاعب عربي إن انسحب من أمام منافسه الصهيوني رفضا لما يقترفه الكيان من مجازر بحق شعب أعزل، فيما يطلب من أي لاعب سواء كان فرنسيا أو بريطانيا أو غربيا الانسحاب وعدم منازلة أي لاعب روسي رفضا لما يحصل في أوكرانيا، وليس هذا فحسب بل إن بعض الاتحادات الدولية ومنها اتحاد كرة القدم تحرم الروس أندية ومنتخبات من المنافسات الدولية، وتسمح لكيان الاحتلال الذي يحتل أرضا ليست له منذ أكثر من 70 عاما التواجد في المنافسات الدولية، غاضا البصر عن فاشية هذا المحتل الذي يقتل الصحفيين في وضح النهار.
لسنا هنا بهدف إعادة التذكير بحقائق معلومة أقلها بالنسبة لنا، ولكن بات من الضرورة معرفة أن هذا العالم وخاصة الغربي منه ما تزال موازينه مائلة وميزان حقه يذهب باتجاه الصهاينة مهما فعلوا، ولا يرى فاشيتهم وقتلهم واحتلالهم ويدعمهم مهما فعلوا، وأولئك ينظرون لمغنية صهيونية ترفض السلام على رئيس دولة باعتبارها متدينة، ويحترمون رأيها وموقفها دون تعليق، فيما لو حصل ذات الأمر مع عربية أو مسلمة أو حتى مسيحية شرقية فإن كل اتهامات الكون ستلصق بها أقلها سيقول قائلهم عنها تكفيرية وداعشية، وإنها ترفض الآخر وغيرها من مصطلحات اخترعها الغرب ومررها عبر قنواته الإعلامية ورددتها قنوات عربية كالببغاوات.