بعد استقرار بإجراءات الحظر خلال فترة الاشهر الماضية وحتى نهاية العام، باستثناء فترة الانتخابات، تعكف الحكومة الآن على مراجعة هذه الاجراءات كما وعدت.
التصريحات متحفظة بهذا الشأن تخشى من رفع سقف التوقعات تقول ان بعض الانفتاح سيحدث ولكن بشكل تدريجي، والمعلومات تقول ان النية تتجه لإلغاء حظر الجمعة وربما اعادة النظر بساعات الحظر اليومية.
ولا حديث للآن عن فتح بعض القطاعات الاقتصادية او قطاع التعليم بالتحديد. عند البدء بمراجعة سياسات الحظر، من المهم جدا النظر للقطاعات التي تضررت بسبب اغلاقها بشكل كبير، وبذات الوقت النظر للأبعاد الصحية بنظرة شاملة كلية بعيدة عن التشدد الصحي الذي اغرق في تزمته بالتعامل مع بعض القطاعات. إعادة النظر بحظر الجمعة او ساعات الحظر اليومي امر مهم لكنه ليس اكثر ما رتب اعباء على المواطنين، بل يمكن القول ان الناس تأقلمت مع حظر الجمعة وساعات الاغلاق الليلية وتعايشت مع الامر. المشكلة الاساسية بالحظر هي قطاع التعليم وبعض القطاعات الاقتصادية الاخرى التي اجهز عليها قرارنا الصحي المغرق بالتشدد.
ثمة استسهال خطير باتخاذ قرار اغلاق المدارس والجامعات، ثمنه على الوطن والطلبة عال خطير. غالبية دول العالم كانت تنظر لإغلاق هذا القطاع كآخر حل للسيطرة على انتشار الوباء، ولم يكن اول القرارات المتخذة اغلاق المرافق التعليمية. اذا كانت الحكومة ستجلس لمناقشة الامر على طريقة الاستماع لما يريده القطاع الصحي، فنعلم من الآن النتيجة والتي ستكون مؤذية حكما للطلبة وتعليمهم.
لا بد من محاججة القرار الصحي ومساءلة منطقيته خاصة في قطاع التعليم، وللعلم فقط ان ثمة شبه اجماع على لا منطقية استمرار اغلاق المرافق التعليمية لأن حجم الخسارة يفوق بدرجات حجم المكاسب المتأتية صحيا. هذا ما خلصت اليه غالبية دول العالم والاردن لا يجب ان يكون الاستثناء يستسهل التغول على تعليم ابنائه وكأنهم الحلقة الاضعف. ثمة خيارات عديدة تقع بين الاغلاق الكامل والانفتاح الكامل يمكن بالفعل تبنيها وتحقق شروط التباعد الصحي وبذات الوقت تعطي طلبتنا التعليم الذي يستحقونه. لا بد من مراجعة هكذا خيارات وتبنيها حفاظا على تعليم ابنائنا ووفقا لخسارتهم الكبيرة المتحققة الآن.
تعاملنا مع قطاع التعليم في ظل الوباء ليست قصة نجاح، بل على العكس من ذلك تماما، وسيكون لقرارات الحكومة القادمة بهذا الشأن دور جوهري مفصلي لفهم طريقة تفكيرها حول الشأن العام. لا بد من حلول خلاقة هايبرد تنقذ ما يمكن انقاذه بعد الاذية الكبيرة التي تعرض لها التعليم في الوطن لا لشيء الا لأننا اعتبرناه الحلقة الاضعف واغلقناه دون ان يرف لنا جفن.
حجم الخسارة الوطنية جراء استمرار اغلاق قطاع التعليم باهظ، وباهظ جدا، وليس من الحكمة الاستمرار بالإغلاق على هذا النحو الخطير على الوطن والطلبة.