لقد كان الحادي والعشرون من آذار من العام ألف وتسعمائة وثمان وستون يوماً مباركاً حيث وقعت فيه المعركة الخالدة (معركة الكرامة) في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي ، كرامة العز والفخار ، كرامة النصر والعروبة ، كرامة الجيش العربي الاردني ، كرامة الاردني الصلب الذي تكسرت على صمودة مجاميع الظلم والارهاب ، كرامة كانت باعين الغزاة مجرد مرور سهل رُسمت معالمة بليل مُظلم ، كرامةٌ زَرعت الرعب والموت في قلوب جنودهم ومن أَرسلهم ، كرامة جعلت من زعماء وقادة الغطرسة الصهيونية يعيدون حساباتهم امام جيش مَرَّغ كرامتهم بالتراب وأثبت لهم انهم الجيش الذي يقهر بسهولة على يد الجيش الاردني الباسل رغم قلة الوقت لاعادة التنظيم بعد حرب 67 ، كرامة لا تزال فينا ما حيينا وصورة الجندي الاردني وشجاعتة وايمانه بالله واقبالة على الموت في سبيل الله لا تزال مرسومة في اذهان من أحترقوا بدباباتهم ومن تُرِكوا على ارض المعركة بين اكوام الحديد والنار، كرامة اجبرت الغزاة الذين دفع بهم حقدهم على طلب وقف اطلاق النار.
ها هم ابطال الكرامة لا زالوا هناك يزأرون ويقفون في كل شبر واصواتهم لا تزال يُسمعُ صداها ( الله اكبر -الله اكبر -الله اكبر) بين جنبات الاودية وبيارات الموز وعلى ضفاف النهر الخالد يُدمرون دباباتهم وجسور عبورهم مرة تلو الاخرى وها هم ينتشرون على امتداد طرق تقرب دبابات العدو ودخان احتراقها تراها جبال السلط وعمان وعيون امهات الجنود البواسل ، وها انتم ايها البواسل مقبلون على جنود العدو بصدورهم وتشتبكون كعهم بالسلاح الأبيض بينما صوت الشهيد الملازم أول خضر شكري يعقوب ضابط الرصد ورفاقة يملاْ السماء (ارمي - ارمي - ارمي - الله اكبر) صورة زرعت فينا وفي صدر كل اردني وعربي وسنستذكرها دوما فقد استردت الكرامة العربية بعد هزيمة نكراء .
اليوم وفي هذه الذكرى المباركة نقول لمن عبر الحدود متغطرسا محاولاً احتلال اجزاء من الاردن العزيز بعد أن غرهم نجاحهم في حرب عام 67 بسبب قلة الأعداد العربي لها واختلاف الرؤى والتوجهات السياسية بين العرب في ذلك الزمان ولكل من يريد شراً بالأردن : الكرامة لا تزال فينا شعلة تضيء دروبنا وتنعكس على إعداد وتطوير وتدريب القوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي وابناء رجال الكرامة لا زالوا يستعدون ويتدربون ليلا ونهارا ويمتلكون الكثير من الإيمان والعزيمة والقوة والارادة والكبرياء وامكانات عظيمة بين ايديهم وقادرون بإذن الله تعالى على صنع كرامة وتدمير كل من يحاول المساس بالوطن ومقدراته .
رحم الله الملك الحسين القائد الذي كان قراره باستمرار القتال وإصراره على إخراج الغزاة وتلقينهم درسا صعبا ، ورحم الله شهداء الكرامة وشهداء الوطن على امتداد عمره المديد وحماكم الله يا أبناء الكرامة ابطال القوات المسلحة الاردنية - الجيش العربي والاجهزة الامنية المختلفة وزادكم قوة فوق قوتكم لتكون الكرامة دوما في اذهانكم فالمتغطرسون يتربصون بالوطن وثقتنا بكم كبيرة وعزيمتكم وارادتكم صلبه وانتم لهم بالمرصاد ونحن معكم جميعا ، حماك الله يا وطني وندعوه أن يبقى حراً عزيزاً عربياً بقيادته الهاشمية المظفرة اللهم آمين.