الأربعاء، 16-02-2022
04:16 م
أكاد أتخيل الكون بأكمله على شكل شوال جميد سقط من فوق ظهر بهيمة أعرابي أهوج فوق جرف ساحق، فما كان من زعاميط الجميد إلا أن توازنت وتجاذبت وتنافرت فتخلّقت سحابة كونية من الجميد، تناثرت فيها المجرات والشموس والكواكب، وشرعت تدور حول ذاتها وحول زر الجميد الأكثر كثافة منها .... وكان كوكبنا الأرضي هذا، أحد رؤوس الجميد الذي نشأت الفطريات فوق سطحة نتيجة للرطوبة والهواء، فكانت البشرية. نحن!!
اخترت الجميد عنوانا لأحد كتبي السابقة لأن المنسف بالجميد يحكم ويرسم في السياسة والاقتصاد والاجتماع، وفي كامل شؤون الحياة.
يتطابش الناس ويسيل الدم وتهدر الأرواح، لكن جميع المشاكل تحل على سدر منسف مشرب بالجميد.في الترح وفي الفرح وفي المرح يرافقنا الجميد حاكما أوحدا تنحني قاماتنا وهاماتنا من أجل تصنيع كراته... في عملية تمثيل رمزي لتشكل الكون.
نعم إنه ايديولوجيا .... وهو شكل من أشكال الديمقراطية العربية، وهو دائري مثل الديمقراطيات الأوروبية، لكنه يعتمد نظام الطارات: الطارة الأولى للمسعدين والطارة الثانية لأذنابهم واتباعهم، والثالثة للمصفقين والمنافقين، والطارة الأخيرة للكلاب، وغالبا ما تكون خالية من اللحم.
وتلولحي يا دالية