هذه المقالة الأخيرة قبل عطلة العيد؛ وسأعود –بإذن الله- بعد انقضاء العطلة. المهم أن هناك عيداً وعطلة. وفي مثل هذا المقام وبعيداً عن الوعظ والارشاد أقول لكم : استمتعوا واستمتعوا واستمتعوا.
سترى لحماً كثيراً؛ لا تتوانَ في الهجوم عليه ولكنك حين تهجم قل للحم قولاً ليناً؛ لا تعاتبه كثيراً على غيابه؛ لا تلوِّمْ عليه : أين كنت؟ ولماذا هاجرت؟ تمتّعْ باللقاء واجعلْ مَنْ حولك يتمتعون بلقائك باللحم كي تصيبهم عدوى الاستمتاع.!
تذكّرْ وأنت في لقائك الحميم أن الغياب والهجران والفقد هي سنة الحياة. وهذا اللحم المتوفر الآن سيذهب مع الريح بعد زارك وزار جارك؛ لذا؛ خزّنْ في صندوق ذاكرتك ما شئتَ من الصور والأحداث وتذكّر أيضاً أن هناك أجيالاً قادمة ينتظرون أن تخرج لهم صندوقك وتريهم ما فيه عن هذه اللقاءات القليلة والتي شكّلت فارقاً في كلّ تاريخك السياسي والاجتماعي حتى والثقافي وتذكّر أن اللحم في العيد أعظم من المعلقات العشر وأرقى من مقدمة ابن خلدون .
قبل أن أقول لك : كل عام وأنت بخير؛ سأقول لك: تذكّر أن المطلوب منك في العيد أن تبيع نفسك كي (تُعيّد) على كل ولاياك ولن تكفيهم ؛ تذكّرْ ذلك القهر واهجم على اللحم إن جاءك وخلّصْ غصبك وقهرك فيه وأنت بكامل استمتاعك.
العيد هو فنّ البكاء الضاحك. فاضحك جهاراً نهاراً وخبّئ دموعك لظلام الليل حين تكون وحدك..!