السبت 2024-12-14 11:29 ص

ورانا ثلاجات

04:47 م
صديقي الكاتب الساخر الجميل، أحمد أبو خليل الذي تشرفت بالتزامل معه في صحيفتي (عبدربه)الساخرة و»العرب اليوم» فيما بعد، حدثنا عن واحدة من طرائف ما حصل معه خلال بدايات عمله الحزبي في ثمانينيات القرن المنصرم.


حدثنا أحمد عن صديق لهم كان صاحب دكان في الرمثا وكانوا يحاولون استعمال دكانه لإخفاء المنشورات الحزبية المحظورة، تمهيدا لتوزيعها والتي كان اقتناؤها يؤدي الى السجن لسنوات في ذلك الوقت.

رغم طيبته ومحبته لهم، كان صاحب الدكان عندما يطلبون منه إخفاء تلك «المناشير» يقول لهم وهو يصرخ بغضب:
-حلّوا عني ...ورانا ثلاجات.

لم يفهم الرفاق الأمر في البداية، فالناس الخائفون كانوا يقولون في العادة (ورانا عيال) لكن الرجل لم يكن متزوجا. 

وبعد الفحص والتمحيص التي قامت به الخلايا العاملة في الرمثا، تبين أن صديقهم الدكنجي كان قد اشترى ثلاجة للدكان بالأقساط، وهو يخشى – ان تم اعتقاله-ان لا يستطيع ان يدفع أقساط الثلاجة...وهذه كارثة بالنسبة له.

بناء عليه، صار الرفاق، وعلى سبيل العبث، يرسلون كل أسبوع واحد من الرفاق الى الدكنجي ليطلب منه إخفاء 
منشورات، ليسمعوا عبارة (ورانا ثلاجات).

كان ذلك قبل حوالي أربعين عاما أو اقل قليلا حاليا لم أكثر أهالي الوطن قادرا في الأصل على دفع أقساط الثلاجات ولا غيرها، ورغم العمارات والفلل الحديثة التي تراها عند دخول الرمثا، الا أن أعلى نسبة فقر في الأردن مسجلة في الرمثا-وهذا ما نشرته وسائل الإعلام بداية هذا الشهر-.

حيث ان هذا الفلل الفخمة التي نراها في الرمثا تخفي خلفها جوعا هائلا وفقرا مستتبا، هو الأعلى في الأردن.
وتلولحي يا دالية.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة