الثلاثاء، 24-11-2020
02:20 م
تقول الحكاية والعهدة على الراوي:
ترافق الحقّ والباطل في سفر طويل، وبعد طول سفر، جاع الاثنان، فطلب الباطل من الحق ان يذهب للبحث عن الطعام حتى يأكلا.
انطلق الحق يبحث عن الطعام، ولم يكن يملك مالا، لكنه لم يجد طعاما مجانيا، فعاد مخذولا جائعا، فأنّبه الباطل لكن الحق قال له دفاعا عن نفسه بأنه لم يجد طعاما حلالا ولم يصادف صيدا، وهو لا يستطيع أن يسرق أو يغتصب شيئا، قال له الباطل:
- انت لا تنفع لشيء، أنا من سوف يحضر الطعام.
بعد قليل عاد الباطل محملا مزملا بما لذ وطاب من الطعام، ووضعه أمام الحق متشفيا، وقال بعنجهية: -كل الان ايها الضعيف المخذول. !!
لكن الحق رفض تناول الطعام لان الباطل حصل عليه بواسطة الغش والخداع والاغتصاب، وهو لا يأكل إلا من طعام حلال.
غضب الباطل وانفعل فهجم على الحق وخنقه فمات ثم قام الباطل بحرق جثته حتى لا يجده أحد.
ولما عاد الباطل سأله أهل الحق عن ابنهم فقال بأنهما تفارقا منذ زمن ولم يره بعد ذلك، لكن الجماعة لم يصدقوه وانطلقوا يبحثون عن الحق، حتى وجدوا مكان احتراق الجثة فصبوا فوقها الماء، فتحول الرماد والماء الى حبر.
ومن ذلك الوقت، والحقّ، مجرد حبر على ورق.