الأحد، 14-08-2022
04:35 م
وأنت هائمٌ على وجهك تبحث عن الصدق ..توقّف عند بوابة كبيرة اسمها : صُفْ واطفي..لأنك إن واصلتَ المسير سترفع حبيبتك في وجهك خنجرين ..خنجراً تطعن فيه انتماءك لها و تدّعي أنك لا تحبها ؛ و خنجراً تحفر فيه اسمها في قلبك كي لا يشترك فيه أحدٌ معها ..!
هذه الحبيبة ليست (إنساناً) من شحم ولحم ..بل حياتك التي تركض خلفها طوال عمرك ولا ترتجي منها سوى قيلولة على ساعدها الأيمن أو الأيسر ..تريدها أن تبتسم لتضحك عيناها وحين تضحك العينان ستضحك الدنيا ..أنت تعرف ذلك ؛ لقد رأيتها في مرّاتٍ خاطفات ..!
أتعرف أنت مثل من ؟ مثل ذلك الرجل الذي لديه ملايين الدنانير في البنك ولكنه ممنوع من سحب فلس واحد ..هو مليونير فقير ..في رصيده كل شيء ولكنه يجوع و يعرى و يتألم ولا يستطيع انقاذ نفسه ..!
أنت مثل الذي يمنحونه قطعة أرض شاسعة ولا يسجلونها باسمه و يمنعونه من البناء عليها ولا يسمحون له بإقامة أي مشروع فوقها ...!
أنت لك الدنيا كلّها ..ولكنك ممنوع من ممارسة حياتك فيها ..ممنوع من المشي معها ..ممنوع من أن تجلس معها و تشرب سيجارة و فنجان قهوة ..!
أيها الموجوع من الحبيبة و الدرب ..و الغارق في تيهك حدّ الاحتراف : هذا رغيف خبزك ؛ لا تأكله وهو كامل .. ولا وهو مقطع ..و كُلْ حتى تشبع ..!