الإثنين، 28-03-2022
04:19 م
علاقتي بالصحافة بدأت صوتية، حيث كنت أذرع الحارات في مادبا وأنا أنادي بصوتي النشاز لبيع الصحف الأردنية والعربية في أواخر الستينيات من القرن المنصرم، وكانت الدستور التي تأسست عام 1967 هي الأكثر شهرة.
لذلك كانت الدستور قريبة مني حينما شرعت في نشر قصائدي الأولى ومشاغباتي النقدية الأولى، حيث شرعت في كتابة النقد الأدبي الساخر، ثم تركته الى الأبد لأنه كان يسئ إلى أصحاب النصوص بشكل غير مبرر، فاكتفيت بالشعر.
ثم اقتربت الدستور أكثر حين صرت في بداية الثمانينيات أشارك في تحرير الأخبار الثقافية أنا وصديقي محمد المشايخ، وكان مسؤول الصفحات الثقافية في الدستور آنذاك القاص خليل السواحري زميلي في رابطة الكتاب الأردنيين، ورئيس الرابطة لعدة سنوات.
ثم اقتربت أكثر وأكثر من الصحيفة حينما شرع صديقي محمد طمليه في كتابة زاوية (شاهد عيان) اليومية الساخرة، وكانت زياراتي للصحيفة في ذلك الوقت شبه يومية وتعرفت على جميع الصحفيين والمحررين وصرت صديقا لبعضهم.
كانت الدستور ريادية في مجال الكتابة الساخرة الأردنية، إذ كانت «شاهد عيان» أول صفحة ساخرة منتظمة وناقدة ومجددة، وفتحت المجال فيما بعد لنشوء الصحافة الساخرة الأردنية التي انتشرت سمعتها في أرجاء العالم.
عملت في الكثير من الصحف، بداية من المسيرة وشيحان ومجلة الأفق وصرت رئيسا لتحرير صحفتين (البلاد وعبد ربّه) وكتبت مقالا يوميا ساخرا في صوت الشعب.
وفي بداية الألفية، قدمت استقالتي من موقع الكتروني كنت أسست فيه القسم الساخر، فلم أجد سوى الدستور تحتويني، وما زلت واحدا من كتابها حتى ساعة إعداد هذا البيان.
طبعت أحد كتبي الساخرة في مطابعها. بالمناسبة تميزت الدستور من بداياتها بفتح أبوابها لكتاب المقالات، من مختلف المشارب، وما تزال، رغم الضائقة المالية التي تعانيها أسوة ببقية الصحف الورقية في الأردن وفي العالم.
حتى الان فإن تجربتي الصحفية المنتظمة التي امتدت ل 32عاما قضيت منها 22عاما في الدستور وما أزال.
زمانيا نموت طفلا مع الدستور، ثم غلاما وفتى وشابا وكهلا ثم شيخا.
مبروك للدستور وللدستوريين.