الأحد 2024-12-15 10:57 ص

أردنيون وغربة واستثمار

08:22 ص

عندما تتاح لنا أن نطلع عن قرب على قصص نجاح اقتصادية لأردنيين في دول العالم وما حققوه من حضور هناك وأصبحوا أرقاما في القطاعات التي يعملون بها نشعر بالحاجة إلى قنوات تواصل عملية وبرامجية مع هؤ?ء أو?ً لإعطائهم الشعور با?هتمام كأبناء بلد والأهم ا?ستفادة منهم استثمارياً فبعضهم يمكنه إتخاذ قرار باستثمار عدة ملايين في الأردن بسهولة وبما ? يؤثر على عمله هناك.

ليست القضية أن نغير اسم وزارة الخارجية إلى وزارة الخارجية وشؤون المغتربين فهذه إجراءات إدارية ? تعني شيئا إ? في الأوراق، لكن المطلوب فريق عمل يستعين بوزارة الخارجية ويجري مسحاً علمياً لرجال الأعمال الأردنيين في أوروبا والأمريكيتين والعالم العربي، ثم التواصل معهم من خلال فريق لديه خبرة اقتصادية ويملك القرار والصلاحيات، وسنجد أن التعامل مع الأردنيين في جلب ا?ستثمارات أسهل من الأخرين لأن الأردني لديه احساس بالمسؤولية تجاه بلده، ولديه عاطفه يجب أن نترجمها إلى عمل، لكنه ? يريد أن يغرق في الإجراءات أو يتعرض لمواقف غير مفهومة من أي طرف.
الأمثلة كثيرة لكنني سأتوقف عند أردني في إحدى الدول الأوروبية لديه نشاط اقتصادي، تدخل مكتبه فتجد ما? تجده لدى البعض في عمان، حيث صور الحسين رحمه الله وجلالة الملك وولي العهد، وفي ساحة مكاتب شركته يرفع العلم الأردني إلى جانب علم الدولة التي يقيم فيها.. وهنا ? أتحدث عن هذا كعاطفة وحنين بل عن موقف ربما يحتاج إلى جهات رسمية قادرة على ترجمته إلى عمل استثماري في الأردن.
كلنا متأكدون أن من هم مثل هذا كثر، والقضية ليست أن يزوره سفير ويكون المنسف سيد الصور التي تنتقل عبر مواقع التواصل، لكن كيف نحول العلاقة معهم إلى عمل برامجي استثماري يحقق لهم الربح ويخدم الدولة التي تطرق كل الأبواب لجلب أي استثمار، ونرى جلالة الملك في كل مؤتمرات ا?قتصاد وا?ستثمار، يحاول زيادة قاعدة ا?ستثمار الخارجي في الأردن.
الأردنيون في الخارج من أهل الأموال لديهم الحماس، وما قد يقدمونه أكبر بكثير من استثمارات احتفلنا بها فكانت ديوناً من بنوكنا أو لم تحقق الكثير من فرص العمل، وهناك أردنيون يعملون في العالم بصمت لكنهم أصحاب ثروات كبيرة، لكننا ? نصل لهم و? يصلون لدولتهم.
ما أتمنى حدوثه ليس مؤتمراً للمغتربين على أهميته وليس تواصلاً عاطفياً، بل عمل برامجي قائم على المعلومات والمسح المعلوماتي الكامل عن الأردنيين من أصحاب قصص النجاح والثروات، وأن نقدم لهم أفكاراً ?ستثمارات ناجحة حتى لو كان في محافظة المغترب أو حولها، وأن نتعامل معهم وفق أسس واضحة فلا نرميهم لروتين أو باحثين عن عمو?ت أو كسالى وغير مختصين.
هذه الفئة من الأردنيين تملك المليارات، ويمكنها أن تضع جزءاً منها في الأردن، وأن تساهم بتوفير فرص العمل لكن هذا مسار يحتاج إلى من يضعه ويقوده، فالأردنيون من أصحاب قصص النجاح في العالم ثروة أردنية علينا أن نفتح لها الأردن عبر عمل برامجي منظم، واهتمام ? يقل عما نعطيه للآخرين ممن يأتون إلى بلادنا للاستثمار.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة