الخميس 2024-12-12 10:29 ص

أنا أردني

09:02 ص

لا يجوز أن نمر كدولة ومجتمع وأفراد بمرحلة صعبة وقلقة مثل التي نعيشها منذ حوالي أربع سنوات دون أن نصل إلى قناعات تكون فكراً وطنياً أو على الأقل وجهات نظر غير خلافية تساعدنا على تجنب أخطائنا وأخطاء الآخرين ودفع أثمان رأينا كم هي قاسية وباهظة.

الأشقاء في مصر عندما يريدون الإشادة بشخص يقولون « مصري وإبن بلد « وهو وصف له طابع أخلاقي وسلوكي، ويعبر عن مدى إلتزام الشخص بالقيم والشهامة، وكم هو أصيل ومنسجم مع قيم وأخلاق البلد والمجتمع.
وفي مراحل عديدة كان الوصف للشخص بأنه «وطني»، وأحياناً نجدها تعبيراً عن صاحب الرأي الناقد أو المعارض، وأحياناً للشخص المعبر عن رأي الدولة، لكن هذا الوصف أخذ طابعاً سياسيا أكثر من كونه تعبيراً عن قيم ومبادئ وأخلاق.
«أردني» عنوان نحتاج لترسيخه بإعتباره تعبيراً عن إبن البلد الأصيل المؤمن بمصالح الدولة العليا، والمحارب من أجل بقاء الدولة وقوتها، والمدافع عن مؤسسات الدولة الدستورية وهيبتها بغض النظر عن الأشخاص.
«أردني» عنوان للشخص وحتى للجهات المؤمنة بهوية الدولة وعناصر قوتها، «والأردني» ليس تعبيراً عن حالة مواجهة مع المصري والسوري والعراقي والفلسطيني...، بل هي الهوية المعبرة عن الخندق المدافع عن إستقرار الأردن وعناصر إستمراره، وعن مصالحه العليا.
«الأردني» هي الحالة التي يمكن ان تجمعنا في مواجهة ما يهدد الأردن وهويته من مخططات وأطماع كيان الإحتلال، وبالتالي فهي ليست وصفاً لحالة إقليمية أو سلوك يفرق، بل قيم وقناعات تجمعنا جميعاً حفاظاً على بلدنا.
«الأردني» هو الفرد أو الجهة أو المؤسسة التي ترفض إضعاف الدولة وإستهداف هيبتها، و «الأردني» خندق محاربة الفاسدين ونهج تعزيز الانتهازية.
«الأردني» فكر إصلاحي متدرج يقاوم المراهقة والمغامرات التي تحكم فكر البعض لمصلحة أجندات هنا أو هناك، أو تعبر عن تفكير سطحي لدى البعض ورغبةً في سلطة وأضواء.
«الأردني» ليست وصفاً للتخوين أو الإسقاط من صف البلد للآخرين، بل حالة جذب وإحتواء داخل إطار الدولة، إنها فكر لتحصين الدولة، وتعميق التماسك الداخلي.
إذا كان من حق كل أردني أن يفخر بوطنه وهويته وأن يرفع صوته بالهتاف والغناء والفخر بأنه أردني، فإن نصاب هذه الهوية يكتمل عندما نعطي لهذا الوصف الكريم مضموناً جامعاً.
«الأردني» حالة وطنية لا تعني إقليمية ولا إنعزالاً، فليس الفخر بالأردنية خصومة مع الفكر العروبي ولا إنتماء للأمة الإسلامية، وليس هوية ضد أي هوية شقيقة، بل هي هوية للأردنيين تعني مواصفات ومضامين وصدقاً مع الدولة.
«الأردني» إبن بلد لا يتعامل مع بلده بعقلية مسافر الترانزيت، ولا يتحول من الإنتماء إلى السخط بتغير لون لوحة سيارته، وليس ثرثاراً بالوطنية ليغطي على فساد وفئوية وجهوية.
«الأردني» هو السيرة الذاتية التي يجب أن تتوفر فينا جميعاً، فإن كنا أردنيين فإن البلد بخير، «فالأردنية» هوية تعادي الهويات الفرعية والشللية وعصابات المصالح.
«أنا أردني» شعار ومضمون إن أحسنا صياغته يكفينا كثيراً من الجدل، ويختصر أمامنا طريقاً طويلاً في تحديد ما يجب وكيف نصل إليه.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة