الخميس 2024-12-12 17:36 م

الأردنيون خامس الشعوب العربية سعادة

11:59 م

الوكيل - اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 القرار رقم (66/281) بإعلان يوم 20 آذار من كل عام يوماً دولياً للسعادة اعتباراً من عام (2013) ، وإستناداً على قرارها رقم (65/309) بتاريخ 12/7/2011 والذي دعت فيه الدول الأعضاء للعمل على وضع تدابير إضافية تجسد على نحو أفضل أهمية السعي إلى تحقيق السعادة والرفاه في سياق التنمية ، ليستعان بهما في توجيه سياساتها العامة.


وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى تأكيد القرار على أن الوصول الى السعادة هدف إنساني أساسي ، وعلى أن السعادة والرفاه هما هدفين وطموحين لكافة شعوب العالم لا بد من الاعتراف بهما في إطار السياسات الوطنية ، وأن الشمولية والإنصاف والتوازن في مجال التنمية الاقتصادية ، جميعها تحقق التنمية المستدامة وتحد من الفقر وتقضي عليه وتؤدي الى السعادة والرفاه لجميع شعوب العالم.

إن تقرير الأمم المتحدة الأول من نوعه والذي صدر بشهر نيسان من عام (2012) بعنوان “تقرير السعادة في العالم” ، يؤكد على أن العالم يعيش في تناقضات صارخة ، ففي حين نجد التقدم الهائل والمذهل في مجال التكنولوجيا ، نجد بالمقابل على الأقل مليار إنسان لا يحصلون على كفايتهم من الطعام ، وأن تدميراً مستمراً ومتزايداً للبيئة منتشر في كافة بقاع العالم. والدول التي تحقق مستويات قياسية من النمو الاقتصادي لا زالت تعاني وتستسلم للأزمات الجديدة المتعلقة بالسمنة والتدخين والاكتئاب ومرض السكري وغيرها من الأمراض.

وأشارت “تضامن” إلى أن تحقيق نمو اقتصادي في الدول النامية والفقيرة لها دلالات مختلفة ، فارتفاع دخل الأسرة لهو مؤشر على تحسن حياة الفقراء الذين يعانون من نقص المواد الغذائية ومن الحصول على الرعاية الصحية والمياه المأمونة والمنازل الآمنة ومرافق الصرف الصحي وفرص التعليم والتدريب ، وبالتالي تحسن رفاه الفقير وشعوره بالسعادة مع الإشارة الى أن نسبة الفقيرات تصل الى (70%) من فقراء العالم.

وأكدت الجمعية على أن من مسؤوليات الدول تعزيز السعادة لمواطنيها ، وتعد دولة بوتان وهي الدولة التي بادرت إلى عقد الاجتماع الأممي بعنوان “السعادة ورفاه المجتمع والنموذج الاقتصادي الحديث” خير نموذج لذلك، حيث اعتمدت هدف السعادة الوطنية الإجمالية (GNH) بدلاً من الناتج القومي الإجمالي (GNP) ، إلا أن أغلب الأفراد حول العالم لا زالوا يعتقدون بأن السعادة شخصية ومن إختيارهم الحر ، وأنه يمكن تحقيقها إذا ما أردوا ذلك.

وتعّرف السعادة على أنها “شعور بالبهجة والاستمتاع منصهرين سوياً” ، والشعور بالشيء أو الإحساس به هو أمر يتعدى بل ويسمو على مجرد الخوض في تجربة تعكس ذلك الشعور على الشخص، و”إنما هي حالة تجعل الشخص يحكم على حياته بأنها حياة جميلة ومستقرة خالية من الآلام والضغوط على الأقل من وجهة نظره”.

ويشير التقرير الى ضرورة معرفة أسباب السعادة والشقاء للتمكن من قياسهما ، فتحديد الملامح الرئيسية لحياة أي إنسان تعتمد وبشكل أساسي على جيناته الوراثية وكيفية تفاعلها مع المحيط الخارجي ، وتتشكل بالتالي عوامل شخصية وعوامل خارجية في قياس مدى سعادة أو شقاء الإنسان.

وتشير “تضامن” الى العوامل الأربعة الخارجية التي اعتمدها التقرير وهي الدخل ، والعمل ، والمجتمع والحاكمية الرشيدة ، والقيم والدين. في حين العوامل الشخصية تتمثل في الصحة النفسية ، والصحة الجسدية ، والعلاقات الأسرية ، والتعليم ، والنوع الاجتماعي ، والعمر.

فالنساء في الدول المتقدمة يشعرن برضا وسعادة أكثر من الرجال ، إلا أنه يلاحظ أن النساء خارج الدول الصناعية أصبحن يتساوين مع الرجال أو أصبحن أقل سعادة. وبشكل عام فإن النساء نسبياً أكثر سعادة في الدول التي تحترم حقوقهن ويتمتعن فيها بالمساواة بين الجنسين وعدم التمييز والتي تقل فيها أيضاً إنتهاكات حقوقهن خاصة العنف بكافة أشكاله ووسائله.

وعلى مقياس مكون من (10) نقاط بحيث يدل الرقم (صفر) الى التعاسة أو الشقاء التامين والرقم (10) يدل على السعادة التامة ، نجد وفقاً للتقرير وبناءاً على مسح شمل (4820) مليون شخص ممن هم فوق (15) عاماً أن (1.7%) يشعرون بتعاسة تامة بدرجة (صفر) ، و (2.5%) يشعرون بتعاسة بدرجة (1) ، و (4.7%) يشعرون بتعاسة بدرجة (2) ، و (9.5%) يشعرون بتعاسة بدرجة (3) ، و (12.5%) يشعرون بتعاسة بدرجة (4) ، و (26.2) لا يشعرون بتعاسة أو سعادة بدرجة (5) ، و (14.7%) يشعرون بسعادة بدرجة (6) ، و (11.9%) يشعرون بسعادة بدرجة (7) ، و (9.7%) يشعرون بسعادة بدرجة (8) ، و (3.3%) يشعرون بسعادة بدرجة (9) ، و (3.3%) يشعرون بسعادة تامة بدرجة (10).

أما في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبناءاً على مسح شمل (302) مليون شخص ممن هم فوق (15) عاماً فإننا نجد الأرقام مشابهة للمستوى العالمي ، حيث أن (2.5%) يشعرون بتعاسة تامة بدرجة (صفر) ، و (3%) يشعرون بتعاسة بدرجة (1) ، و (4.9%) يشعرون بتعاسة بدرجة (2) ، و (9.2%) يشعرون بتعاسة بدرجة (3) ، و (12.8%) يشعرون بتعاسة بدرجة (4) ، و (26.2) لا يشعرون بتعاسة أو سعادة بدرجة (5) ، و (14.9%) يشعرون بسعادة بدرجة (6) ، و (12.2%) يشعرون بسعادة بدرجة (7) ، و (8.1%) يشعرون بسعادة بدرجة (8) ، و (3.1%) يشعرون بسعادة بدرجة (9) ، و (3.2%) يشعرون بسعادة تامة بدرجة (10).

والدول العشر الأكثر سعادة من بين (156) دولة هي على التوالي الدنمارك وفنلندا والنرويج وهولندا وكندا وسويسرا والسويد ونيوزيلاندا وأستراليا وإيرلندا. وأما الدول الأكثر تعاسة فهي على التوالي توغو وبنين وجمهورية أفريقيا الوسطى وسيراليون وبروندي وجزر القمر وهايتي وتنزانيا والكونغو وبلغاريا.

وتضيف “تضامن” أن الإمارات العربية المتحدة إحتلت الترتيب الأول بين الدول العربية و (17) عالمياً ، والسعودية (2) عربياً و (26) عالمياً ، والكويت (3) عربياً و (29) عالمياً ، وقطر (4) عربياً و (31) عالمياً ، والأردن (5) عربياً و (54) عالمياً ، والبحرين (6) عربياً و (61) عالمياً ، والجزائر (7) عربياً و (71) عالمياً ، وليبيا (8) عربياً و (81) عالمياً ، وتونس (9) عربياً و (87) عالمياً ، ولبنان (10) عربياً و (92) عالمياً ، وجيبوتي (11) عربياً و (95) عالمياً ، والعراق (12) عربياً و (98) عالمياً ، ومصر (13) عربياً و (101) عالمياً ، والمغرب (14) عربياً و (105) عالمياً ، وسوريا (15) عربياً و (107) عالمياً ، وموريتانيا (16) عربياً و (113) عالمياً ، وفلسطين (17) عربياً و (120) عالمياً ، واليمن (18) عربياً و (123) عالمياً ، والسودان (19) عربياً و (124) عالمياً.

وتؤكد الجمعية على أهمية الأخذ بالمبادئ التوجيهية لقياس الرفاهية التي اعتمدها التقرير والتي تحدد أفضل الأساليب للقياس بطريقة موثوقة وتتناول مختلف الأبعاد المتعلقة برفاه الإنسان ، وكيفية الإبلاغ عن هكذا تدابير ، والتي تعتمد على الأساس المنطقي ونطاق التغطية ، وهي أربعة مبادئ أولها المفهوم والصلاحية ، وثانيها قضايا المنهجية ، وثالثها وسائل وأساليب القياس ، وأخيراً المخرجات والتحليل.

وتشدد “تضامن” على أن تحقيق السعادة للشعوب العربية مرتبط وبشكل مباشر بحماية حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق النساء بشكل خاص ، وتمتع الجميع بالمساواة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، وباتخاذ الدول والحكومات العربية كافة الإجراءات وإتباع أفضل السياسات والإستراتيجيات للقضاء على الفقر والبطالة والأمية والتمييز والعنف من أجل الوصول الى تنمية شاملة ومستدامة ، تلبي احتياجات وتطلعات وطموحات الشعوب ، لتعيش في أمان واستقرار وتنعم بالرفاهية والسعادة.


وثائقيات حقوق الإنسان


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة