نستمع صباح مساء , الى تصريحات مكثفة لمسؤولين في القطاعين العام والخاص تصرخ بأهمية جذب وتشجيع الاستثمار , الجميع إذا متفق على ذلك ,فأين المشكلة ؟.
يعرف كل المسؤولين ما هي معيقات الإستثمار الحقيقية , وإن جلست الى أي منهم يحدثك بكل تفاصيل المشاكل ولا يكاد يعفل أي منها ويعرف الحلول لكن كما هي كل الأشياء العبرة في إتخاذ القرار .
في مقدمة المعيقات تأتي الية إتخاذ القرار , وقبلها شيوع الإتهامية والتشكيك في نوايا المستثمرين , وأخيرا وليس أخرا الإنقلاب على كل ما يحمل صفة مستثمر أو إستثمار عبر بوابة واسعة غير مضبوطة إسمها « الفساد « وهي الرعب الذي إجتاح الأردن والمنطقة , ونحن لا ننكر وجوده لكننا ننكر إستسهال الإتهام فيه وتعميمه كما النار في الهشيم بينما يبقى البرهان فيه في ذيل قائمة الإهتمام .
الرسائل السلبية الأكثر خطورة هي تلك التي تكمن في التأثير السلبي على صناع القرار الإقتصادي لمجريات الأحداث وهو ما يكون غالبا على شكل التردد في إتخاذ القرار , والخوف من الوقوع في الخطأ تحت طائلة الإتهام .
لكن الرسائل السلبية الأكثر تأثيرا هي تلك التي ترسل من الداخل , مثل عدم إستقرار التشريعات وتناقض وتقاطع القرارات , لكن الأخطر على الإطلاق هي تلك التي تخلط ما بين الدعوة لمراجعة السياسات لتصويب بعض العثرات وبين وسمها بالخطأ , وبالتالي الهجوم العنيف على البرامج والسياسات الإقتصادية بدءا بالخصخصة وتحرير الإقتصاد , الذي غالبا ما ينتقل من التركيز على فحوى هذه السياسات الى التركيز على القطاع الخاص المستفيد منها.
نعم هناك مستثمرون مترددون , ولهم أسبابهم وهناك آخرون قناصو فرص برغم درجة المخاطر العالية وقاعدته في ذلك هي أنه كلما كانت المخاطر عالية كانت الأرباح فلكية بالنظر الى ما تتسبب به هذه المخاطر من هبوط حاد في أسعار الأصول والأسهم , التي سرعان ما تقفز عندما يحل الإستقرار محل التوتر , والرهان على ذلك هو عامل الوقت .
يكفي أن نعرف أن تباطؤ الاستثمار = إرتفاع البطالة كي نعمل على جعل الحلول أكثر واقعية
وهي معادلة واضحة , بالنسبة لبلد يعجز القطاع العام فيه عن توفير فرص عمل ل 60 ألف طالب وظيفة سنويا .
صحيح أن مشاريع كثيرة لم تحقق أهدافها لكن ذلك لا يجب أن يعني التوقف والاكتفاء برجمها , بدلا من محاولة تصويبها كي تستمر .
بنفس عميق وللمرة الألف أقول .. منذ وقت لم أسمع أحدا تحدث عن خطة واقعية وجادة لتشجيع الإستثمار , فجميعنا « نحث « وجميعنا نطالب , فمن ينفذ ؟., أن الأوان كي نتوقف عن الغرق في إلقاء اللوم أو البحث عن مشاذب لتعليق الفشل .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو