الاستضعاف طريق الاستخلاف
يقول النبي صلى الله عليه وسلم داعياً ربه:'اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين ' ....مفضّلاً صلى الله عليه وسلم حياة المسكين على حياة أسياد الدنيا,لأن الضعف أو الاستضعاف والتبسط أمام الله والناس طريق موصل لرضا الرب حيث القوة والمدد من الله يكون مع الضعيف , والبسيط أمام الناس قريب من نفوسهم وضميرهم وبالتالي من حياتهم ككل , وهنا يتم له القبول في الارض بعد أن تم له القبول في السماء.
ولنأتِ الى دليلٍ قرآنيّ يؤكد قولنا حول قيمة البسيط عند ربه والناس والتفات الخالق لهذه الفئة العظيمة عند ربها ـ اذا التزمت تعاليمه طبعا ـ في قوله تعالى :' ونريد أن نمُنَّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمّةً ونجعلهم الوارثين'.
في معاني تفاسير الآيات يريد أن يتفضل الله على الذين استضعفوا (أي عاشوا ضعفاء) بالتنعم والنعيم الذي لا يشعر به سوى هذا المستضعف والمسكين في الأرض, وهذه الآية نزلت في بني اسرائيل ولكنها تسرية عن نفس محمد وصحبه ومن سار على نهجهم الى قيام الساعة ,فهؤلاء يعيشون بنعيم نفسيٍّ وصحيّ واجتماعي وقناعة مادية على الرغم من افتراض وجود الفقر والعوز أحياناً عندهم , ثم ويأتي الزمان دائراً فيصبح هؤلاء الضعفاء أهل الله وخاصته (ونجعلهم أئمة) (ونجعلهم الوارثين) أي ملوكاً وحكاماً على الأرض لينشروا الخير بسلاستهم وبساطتهم وينشروا فكرهم النير الذي يتيمز بالطيب والبساطة الممزوجَين بالكرامة ,ووارثين لحكم الغلظاء الذين يتباهون بقوتهم وجبروتهم واعتزازهم بالغلظة وال(حذاقة )كما يسمونها ويعتربونها أساساً للظهور بين الناس.
بعضنا بسطاء في طبيعته (وهذا من الايمان) فيُعيّره الآخرون بأنه بسيطٌ فكيف لك كل هذه الهالة الاجتماعية وكل هذه القدرة على التغلغل وبناء شبكة علاقات ممتدة مع الناس على الرغم من بساطتك؟! , نقول أن الله يضع الهيبة في من يسير على نهجه جل جلاله ,وعلى طريق رسوله صلى الله عليه وسلم ولا ننسى أن طريق البساطة فيها التمكين أكثر في الارض في قوله تعالى :'ونمكن لهم في الأرض' أي نجعلهم مقتدرين على الأرض وأهلها حتى يستولوا عليها تماماً وعلى مناصبها وأضف الى المعنى الاستيلاء أيضاً على القلوب وعروشها فأنت تصل بصفة الطيبة والبساطة والتضعُّف أمام الله الى ///////حب الناس لك ////////وملك زمام امورهم///// ومن تواضع لله رفعه الله.
اللهم احينا مساكين وامتنا مساكين واحشرنا في زمرة المساكين كما دعا محمد لنكون سادة في الدنيا والآخرة ,ولنتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم :'ما كان اللين في شيء الا زانه' واللين في الأمور ضربٌ من البساطة والتضعُّف ,فبالضَّعف تأتي القوة ويأتي المدد من الله وبالتَّقوّي يَكِلُكَ الله الى نفسك...
يوسف المومني
yousef.momany@hotmail.com
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو