الإثنين 2024-12-16 09:46 ص

الافتاء : لا يعذب بالنار إلا رب النار

02:58 م

الوكيل - استنكرت دائرة الإفتاء العام الأربعاء الجريمة البشعة التي قامت بها زمرة مجرمة حاقدة في عملية قتل الطيار الاردني معاذ الكساسبة.


وقالت الدائرة في بيان لها أن عملية قتل الشهيد الكساسبة همجية يحرمها الإسلام وكل الشرائع السماوية والقوانين الدولية والتي تدل على حقد دفين في صدور فئة ضالة عن دين الله شوهت صورة الإسلام، وامتهنت القتل والإجرام، مخالفين بذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن المثُلة وعن التحريق بالنار، حيث قال (لا يعذب بالنار إلا رب النار)

وتاليا نص البيان ..

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

فيقول الله تعالى: 'مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا مَا عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ' سورة الأحزاب/23، ويقول تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران(169-171).

فإن دائرة الإفتاء العام إذ تنعى شهيد الوطن الطيار البطل معاذ الكساسبة الذي استبسل في سبيل الدفاع عن دينه ووطنه حتى ارتقى مع زمرة الشهداء الذين سبقوه من خيرة أبناء وطننا الغالي دفاعاً عن المقدسات الإسلامية والأرض العربية، وإنها تستنكر وتشجب الجريمة البشعة التي قامت بها زمرة مجرمة حاقدة بطريقة همجية يحرمها الإسلام وكل الشرائع السماوية والقوانين الدولية والتي تدل على حقد دفين في صدور فئة ضالة عن دين الله شوهت صورة الإسلام، وامتهنت القتل والإجرام، مخالفين بذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن المثُلة وعن التحريق بالنار، حيث قال (لا يعذب بالنار إلا رب النار) رواه أبو داود، كما نعبر عن اعتزازنا وفخرنا بابن وطننا الغالي معاذ الكساسبة الذي استشهد بكرامة وعزة دون تردد أو مساومة على دينه ومعتقده ووطنه كما هو شأن الأبطال العظام الذين تخرجوا من مدرسة الجيش العربي المصطفوي.

وتتقدم دائرة الإفتاء العام ببالغ التعازي والمواساة لذوي الشهيد البطل وأسرته سائلين الله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يظلّ اببنا الشهيد نبراس عز وافتخار لعشيرته

كما كان لدينه، ووطنه، وقائده، وجيشه، وسائر الأردنيين عبر تاريخهم الناصع المليء بقصص البطولات والتضحيات في سبيل الدفاع عن دينهم ومقدساتهم وأوطانهم.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الفئة الضالة: «يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة» رواه البخاري، وقال النبي عليه الصلاة والسلام عمّن يستشهد على أيدي هذه الفئات الضالة: «شَرُّ قَتْلَى تَحْتَ أَدِيمِ السَّمَاءِ، وَخَيْرُ قَتْلَى مَنْ قَتَلُوهُ» رواه ابن ماجه.

وتؤكد دائرة الإفتاء العام على وجوب تلاحم أبناء مجتمعنا الأردني في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا الإسلامية والوقوف صفاً واحداً في وجه من يحاول تمزيق وحدتنا وإحداث البلابل ونشر الفتن في مجتمعنا، كما تدعو الدائرة إلى الالتفاف حول القيادة الهاشمية الحكيمة وعلى رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، الذي عمل بشكل دؤوب على الدفاع عن صورة الإسلام الناصعة في وجه من يحاول تشويهه أو المساس بأبنائه.

وفي هذا المرحلة الحساسة من تاريخ أمتنا الإسلامية وقد صالت عليها العاديات من المارقين الذين قال فيهم النبي عليه الصلاة السلام (دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها) متفق عليه، وفي ظل هذا التخبط والتناقض، والتباس الحق على البعض في زمن الفتن الذي حذّر منه النبي عليه الصلاة والسلام، فإن دائرة الإفتاء العام والمؤسسات الدينية ستبقى خط دفاع رئيس في وجه الأفكار المنحرفة الضالة والأفعال الشاذة من خلال بيان وتوضيح صورة الإسلام الحقيقي الذي جاء به نبي الرحمة والإنسانية الذي أخرج به الناس من الظلمات والجهل وسفك الدماء وقطع الأرحام، إلى النور والعلم والمودة والتراحم والتلاحم والتعاطف، كما ستظل هذه المؤسسات الرائدة تعمل على تعرية شبهات هذه الطغمة المجرمة التي أساءت للإسلام وشوهت صورته.

وإننا لنشد على أيدي جنودنا البواسل في مواجهة المجرمين والمارقين وأعداء الدين، ونعتز ونفتخر باستبسالهم في سبيل حماية الوطن والمواطنين الآمنين.

وندعو للشهيد البطل بالغفران والرحمة، ونسأل الله تعالى لأهله الصبر والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون

(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)

دائرة الإفتاء العام


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة