الخميس 2024-12-12 20:57 م

التحمل الأردني وقانون الدين العام .. مقال لـ ناجح الصوالحة

04:31 م

قدر الاردن منذ بداياته أن يكون ملاذا أمنا لمن طرد وهجر من وطنه وأستقبل ذلك الاردن بكل أريحيه مرد ذلك حسه القومي وشعوره بان العربي مكانه ووطنه الوطن العربي كافة ، منذ بدايات القضية الفلسطينية كان الاردن وطن الجميع ولم يفكر من ناحية اقتصادية او ديمغرافية أو من ناحية تخلخل التركيبة الاجتماعية ، بالعكس هو الدولة الوحيدة التي أسمهت بعمق في أيجاد حلول لمعاناة من هجروا عن اوطانهم وسهلت لهم البيئة المناسبة للتخفيف عنهم.

سعى الاردن جاهدا الوقوف بكل أمكانياته في صف أخيه العربي وتذليل الصعاب أمامه وانه أردني بالحقوق والواجبات مثل الاردني ولا فرق في التعامل معه الى ان يرد الله ما سلب منه والعودة الى وطنه مادحا وشاكرا هذا البلد المنحاز الى أمته رغم أمكانياته الاقتصادية الضعيفة ، كان الامل دائما ان نصل الى أمة تعي معنى الوقوف وقفة قطر واحد وان يكون رفعة الحس العربي في تجلياته والنظر الى العربي بتجرد ولاتؤول خلفيته السياسة او الاجتماعية او الدينية في مساعدته او رفع الظلم والمعاناة عنه ، وان يكون موقف الاردن في الماضي والحاضر قدوة والنهوض قدر المستطاع في رص الصف العربي أمام الأخرين.
أستطاع الاردن السير بخطى بالغة الصعوبة أمام نكبات الامة وجميعها كان له الحصة الكبيرة في تحمل تبعياتها وأثارها من جميع النواحي وكان مرده الحس العربي والأنساني والديني في ظرف أقتصادي خانق وفترة تكالبت على الدولة الاردنية كثير من ضعاف العربية والقومية والذين حاولوا بكل جهدهم محاربة هذا البلد ومحاولة سحقه عن الخارطة وتدبير المكائد السياسية له والتحالف مع الشيطان لحرقه سياسيا واقتصاديا رغم كل ماقدمه لهذه الأمة كانت كلمة راسمي سياسيات الهدم العربي البداية هي الاردن رغبة في موت صوت يتسم بأحقاق الحق والوقوف الى جانبه والابتعاد عن مرامي الحقد البعيض المرسوم لهذه الأمة في غرف مغلقة سوداء كوجوه من دخلوها ونفثوا سمهم بها للوصول الى غايات رخيصة تشبع نقصهم وتدمير الوطن العربي وسيادة نهج التفرقة والاقصاء لبقاء الوطن العربي تحت مظلة الاستعمار السياسي والاقتصادي الحديث العقيم.
منذ وضعت الحرب الايرانية العراقية أوزارها أواخر الثمانينات وما رافق نهاياتها من مآس أقتصادية وأجتماعية وبدء فصل جديد من تخلخل الكيان العربي واهتزاز منظومته الاجتماعية والديمغرافية وكان الاردن هو الملاذ لمئات الآف من الأسر بعد الاجتياح العراقي لدولة الكويت رغم العقل الاردني الواضح ضد ذلك لكن فاز أصحاب الفكر الهدام ، تحمل الاردن تبعات ذلك من مأزق اقتصادي بالغ الصعوبة ، والتحمل الاردني يستمر من ويلات القطر العراقي وما رافق الاقتتال الداخلي ونزوح الغالبية باتجاه الاردن. ومثل العراق كان الربيع العربي يرسل مواطنيه لهذا الحمى العربي وتابع الاردن التحمل من منطلق عروبيته الى أن وقف أجبر هذا البلد على التحدث بصوت عال بان الاردن غير قادر على التحمل ولابد للجميع أن يشترك في المسؤولية وأن الاردن قدم الكثير وفوق طاقته.
الاردن ينادى ويضع العالم أمام مسؤوليته في مواجهة أعباء الصراع الدولي والاقليمي في هذه المنطقة ولابد أن يكون للأمم المتحدة دور ألزامي في توزيع تكلفة هذا الصراع وأجبار مسببيه في دفع تعويضات مثل قرارات الامم المتحدة في تعويض متضرري حرب الخليج وايضا تعويض بيئي في تلك الفترة لبعض الدول ولذلك لابد من الوقوف بكل مسؤولية بجانب الاردن ومنحه المساعدات ورفد الخزينة الاردنية بالاموال الازمة بعد تجاوز مديونية الاردن حسب الارقام الحديثة 30 مليار دولار كان الانفاق على الاشقاء العرب من هذا الرقم الحصة الكبيرة ولايزال الاردن يستقبل مواطني الربيع العربي رغم مديونية الدولة الاردنية وبلوغها سقوفا خطيرة حسب قانون الدين العام.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة