سرق شابان 36 دينارا، فنالا عقوبة السجن لعامين ونصف، ليكلفا خزينة الدولة 36 ألف دينار هي تكلفة الايواء والطعام والشراب والرعاية الصحية والخدمات من كهرباء ومياه.. هل هذا معقول ؟.
السجون مليئة بمثل هذه الحالات التي تتمتع بأجواء أفضل مئة مرة من تلك التي دفعت الى سرقة دراهم قليلة.
لا نتحدث هنا عن المراهقين دون السن القانونية بل عن بالغين ممن تصل تكلفة النزيل الواحد منهم بحسب إحصائيات رسمية إلى 450 دينارا شهريا فالسجون تعمل على مدار ال24 ساعة وباضافة كلفة مرتبات الادارة والحراسة والأطباء والمعلمين والمرشدين ترتفع الكلفة الى 700 دينار وربما أكثر مراكز الإصلاح والتأهيل، تضم في المعدل العام بين 7 - 8 آلاف سجين على نحو دائم.
هناك عقوبات سجن تستبدل بغرامة بموجب القانون، لكن هناك أيضا عقوبات بالسجن مقابل جرائم لا تصنف باعتبارها خطرة، وهي تلك التي يمكن استبدالها بما يسمى بالعقوبات البديلة مثل خدمات المجتمع.
هذه الفكرة سبق وأن طرحت للنقاش لكن لسبب أو لاخر لم تستكمل، لماذا يسجن مراهق يسرق حفنة دنانير لأول مرة، ليخرج سارقا محترفا، ولماذا يسجن شابان بسبب مشاجرة بينما يمكن إصلاح ذات البين وإلزامهم القيام بخدمات اجتماعية لتهذيب السلوك.
هناك عقوبات بالسجن لا تتجاوز الشهر والشهرين وحتى عام أو عامين لقاء الجرائم غير الخطرة أو تلك التي ترتكب لأول مرة، إن بالامكان منح فرصة لمرتكبي هذه الجرائم لاثبات حسن السلوك، عبر خدمات اجتماعية ربما تكون أكثر قسوة من السجن ذاته وأكثر أثرا على على السلوك، لكنها في ذات الوقت لا تتكلف الخزينة شيئا.
استبدال عقوبات بسيطة مثل الحبس لأيام معدودة والغرامات، بخدمات للمجتمع مثل تنظيف الشوارع ورعاية المسنين والأيتام فكرة أثبتت نجاحها في دول كثيرة وكان لها أثر إيجابي على المجتمع وعلى الفرد نفسه عندما يمنح فرصة تعفيه من حمل شهادة أصحاب السوابق التي تحرمه من القدرة على العيش حياة طبيعية وبدلا من أن يصبح مواطنا فاعلا ومندمجا في مجتمعه يتحول الى عاطل عن العمل ومجرم محترف لاحقا.
هناك قائمة طويلة بحوزة وزارة العدل للعقوبات المقترح تعديلها، وانواع هذه العقوبات واهدافها والشريحة المستهدفة التي ستطبق عليها العقوبات البديلة.
هناك مشروع قانون معد بانتظار تسريع مراحله الدستورية لأن تطبيق مثل هذه العقوبات لن يخفف الكلفة التي تتكبدها خزينة الدولة للإنفاق على السجون ونزلائها فقط بل سيسهم في تحويل المخطئ من مجرم مستقبلا الى مواطن يحترم القانون والمجتمع ويقدر الخدمة العامة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو