الإثنين 2024-12-16 09:36 ص

الملك في واشنطن

07:53 ص

دائما يصيب جلالة الملك عبداالله الثاني أهدافه في زيارته للعاصمة الأهم في صنع القرار العالمي .. واشنطن .



ثمة وجهات نظر كثيرة تزدحم بها العاصمة الأميركية واشنطن فالأحداث ساخنة , والتطورات السياسية والاقتصادية مفصلية وسريعة بسرعة إلتقاط الأنفاس وإن كان ما يصدر عن العاصمة الأميركية من تصريحات تزيد الأحداث إرباكا وتثير تحفظ حكومات هنا وشعوب هناك , لكن جلالة الملك عبداالله الثاني يذهب الى
بسرعة خرج البيت الأبيض بتصريح قال فيه أن موضوع نقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية الى القدس هناك في توقيت مناسب ومحدد الأهداف وواضح الرؤية ولطالما كان له أثر في تصويب وجهات النظر .


سابق لأوانه , بينما كان جلالته يبذل جهودا كبيرة لتصويب الموقف والتحذير من مخاطر مثل هذه التوجهات والتصريحات في آن معا وتهديدها لجهود مكافحة الإرهاب , ومنحها منصة للتطرف وللمرة المليون يؤكد الملك أنه لا يوجد بديل عن حل الدولتين لتحقيق العدالة والحرية والاستقرار، في الوقت الذي تتلبد فيه الأجواء بغيوم من التسريبات حول صفقات هنا أو هناك , لكن الوضوح في رسالة جلالته ليس لأن الأردن معني أساسي بأي حل فقط بل لأنه صوت القضية الذي ربما بقي وحيدا في الساحة ينافح ويدافع , فالقدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية والقدس أيضا في تاريخ الهاشميين مكانة لا يسمو فوقها مكانة ومن ذلك مخاطر نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وهو إن تم فلن يمنح عملية السلام فرصة للنجاح فحسب بل سينهيها الى الأبد.


الزيارة لم تكن سهلة ليس فقط لأن الملفات مزدحمة وليس فقط لأن الإدارة الأميركية تدهم العالم بعاصفة من القرارات والمواقف والسياسات التي لم تجد فيها منطقتنا العربية والإسلامية ما يسر , لكن نجاح أو إخفاق أي زيارة يقاس بالنتائج التي تحققها بالمناسبة , ليست هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها خطوات جلالة الملك اسرع من خطوات إسرائيل التي تزداد صعوبة بعدها , وصحيح أننا لا يجب أن ننكر الدعم والرعاية والحظوة التي تتمتع بها إسرائيل لدى كل الإدارات الأميركية المتعاقبة ولدى الجمهوريين خصوصا , لكن لا يخفى على أحد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يجد في كل مرة صعوبة في مواجهة المنطق والقناعة والصدى والتأثير التي تخلفها زيارة الملك الى واشنطن.


لم يلتقط الملك أنفاسه على مدى أيام الزيارة , فقاد حملة دبلوماسية مكثفة مع قيادات سياسية وإقتصادية مؤثرة لكن الأهم هو لقاؤه بأهم صناع القرار في الإدارة الأميركية ومجلسي الشيوخ والنواب من الذين تربطهم مع جلالته علاقات قوية على أساس من الثقة والتفاهم والتوافق إزاء قضايا المنطقة عموما .

ما يميز أجندة الأردن وقيادتها أنها واضحة ومحددة وحاسمة في موضوع القضية الفلسطينية والإرهاب ومجمل التحديات , وهو ما يجعلها مقنعة وموضوعية , فالملك يتحدث عن فلسطين وعن العراق وسوريا والمعركة ضد الارهاب بلغة محددة وتحليل يتناول الأسباب والعقد كما يضع لها الحلول .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة