الأحد 2024-12-01 08:40 ص

تَنابِلة ما بعد الحَداثة!!

09:02 ص

لا يرحمونك ولا يريدون لرحمة الله أن تنزل عليك، واذا كان لكل زمان تنابلته فإن تنابلة هذا الزمان من طراز آخر، وقد يكونون أثرياء حروب أو سماسرة هجرات و دماء، لكنهم قرروا التقاعد و التفرغ لِتَسفيه كل ما تقع عليهم عيونهم، يسخرون ممن يستغرق في أي جهد ذهني و ممن يتصبب العرق من جباههم بحثا عن الحدّ الأدنى من السِّتر،

انهم كهؤلاء الذين لا يقرأون و يسخرون ممن يحمل كتابا أو صحيفة قائلين بأن الكلام بالمجان و بمعنى آخر ببلاش رغم أنهم ينفقون الكثير على الثرثرة بالهواتف، و لم يعد الكلام بالنسبة لأمثالهم بالمجان.
تنابلة عصرنا قد يهشون الذباب عن أنوفهم بخلاف اسلافهم تنابلة السلطان لكنهم عاجزون عن ادراك الاخطار التي تحدق بهم و تهدد ذريّتهم بالطرد من التاريخ.
انهم تلامذة نجباء في مدرسة جُحا نفذوا تعاليمه و مواعظه و صدقوا أن الدنيا بألف خير مادام الشّر خارج غرف نومهم، لكنهم على موعد مع اكتشاف قد يصيبهم بالانهيار و هو أن غرف النوم هي احيانا صندوق باندورا الاغريقي الملىء بالشرور و أن من لا يبالي بموت الآخرين سيموت وحيدا ككلب ضال ومن لا يبالي بفقر الاخرين قد ينتهي متسولاً على رصيف أو عند باب مسجد، فالأيام كما شاهدها شاعرنا الحكيم دول، و من سَرّه زمن ساءته أزمان،
لكن ماذا نفعل بهذه اللغة التي جعلت المرادف للدولة هو الزّوال، و المرادف للعقل هو الاعتقال؟
تنابلة الالفية الثالثة لا يعرفون فقط من أين تؤكل الاكتاف بل يعرفون حدّ الإتقان كيف ينحنون بحيث تلامس رؤوسهم الأقدام.
و لمن يقولون لنا بين وقت و آخر بل بين مذبحة و أخرى انظروا الى النصف الممتلئ من الزجاجة نقول.. رأيناه ووجدناه ممتلئا بالدم و الدمع و ليس بالماء!
تنابلة عصرنا استمرأوا مذاق الدم و لم يدركوا الا بعد فوات الأوان أنهم كالقط الذي لحس المبرد!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة