الأحد 2024-12-15 10:07 ص

ثــور شعبان

07:07 ص

كان الثور حرونا، أو ربما كان كسولا، او ربما كان الثور يعاني من مشاكل في الغدة الدرقية تؤدي الى التباطؤ الوظيفي (التباطؤ الوظيفي ؟؟؟؟..... لا اعرف من اين جاءت هذه العبارة)، لذلك حينما كان شعبان يربط ثوره في السكة لغايات الحراثة ، كان الثور المحترم يقف متجمدا بلا حركة، ويدعي شعبان ان ثوره لم يكن يرمش ايضا في تلك الحالة.

في تلك الحالة؟؟ أي حالة ، هذا هو الوضع الدائم لثور شعبان، في السراء والضراء، في الليل والنهار، صيفا شتاء ربيعا وخريفا. حتى لا نتهم بالتحامل، فقد كان الثور يبدي بعض التساهل في الحركة خلال الكثير من الأوقات في السنة ، كان يأكل ويمرح ويتقافز مثل السعدان، لكنه كان (يتشصّب) تماما عند بدء موسم الحراثة، ويتحول الى تمثال حجري سيئ الصنع.
وكل ما يريده شعبان خلال العام هو ان يربط الفدان(البغل المحترم) على السكة للحراثة وتجهيز الأرض للزراعة، في مواسم الحراثة. حاول شعبان الانفتاح على العالم ، وسمع أن الأبقار الهولندية تدر الحليب على انغام موسيقى باخ وأمثاله، فاكترى مسجل(كف) وقام بتشغيل شريط موسيقى، لعل الثور يتحرك للحراثة.
وضع اغنية (هالسيارة مش عم تمشي) لفيروز، فلم يمش الثور، وضع شريط اغنية (منتصب القامة أمشي) لمارسيل خليفة، فلم ينتصب، وضع اغنية(بكرة بيرجع يوقف معكن) لعل الثور يسير بالفدان على امل الوقوف، لكنه لم يمش. حتى أنه احضر شريطا روسيا لأغنية (كاتيوشا) التي كانت تسير على كلماتها وأنغامها كامل فيالق الجيش الأحمر السوفييتي خلال الحرب العالمية الثانية، لكن البغل استاء من الصوت وأبدى تذمرا بحركة أذنيه. انتهت البطاريات في المسجل، والثور على وقفته.
أحضر شعبان ملح بارود، ووضعه في اذن الثور، وأشعله.... خرج الشرر اولا، ثم اللهب مع صوت (تشششششششششششششششششش)، ورائحة شواء جلد وشعر .
نظرة عتاب نظرها الثور الى صديقه، ثم حرك أذنيه ذات اليمين وذات اليسار
ثم ذات اليسار وذات اليمين
ثم ذات اليسار وذات اليسار
لكن دون أن يتحرك من مكانه .
يقال بأن شعبان قرر بعد حادثة البارود أن يبيع الثور، ويقال ايضا، أن شعبان ما يزال حتى الان يعرض ثوره في سوق الحلال الدولي، ولم (يسومه) احد ، حتى ساعة إعداد هذا البيان.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة