في كل يوم جمعة حراك يتضاءل أسبوعأً بعد آخر وأصبح يثير الملل. وفي كل يوم سبت تنشر الصحف خبراً مختصراً عن الحراك يقول: مسيرات تطالب بسرعة الإصلاح ومحاربة الفساد وعدم رفع الأسعار.
الحراكيون وطنيون حسنو النية لا يدركون أن ما يقومون به يشكل جزءاً من إطلاق شرارة الفوضى الخلاقة التي تمهد لإعادة رسم خريطة الشرق الاوسط الجديد بما يلائم مصالح أميركا وإسرائيل.
ما سمي بالربيع العربي بدأ في تونس ثم انتقل من بلد عربي إلى آخر حتى غطى معظم الأنظمة الجمهورية، ولكنه وقف على أبواب الأنظمة الملكية، وهي ظاهرة تستحق الدراسة لمعرفة الأسباب، فلماذا تكون الأنظمة ذات الأصوات العالية هي في الحقيقة الأكثر هشاشة، والأقرب إلى الانهيار.
طالب المركز الوطني لحقوق الإنسان بالإفراج عن موقوفي الحراك، وأنا أضم صوتي إلى صوت المركز، ولكن لأسباب أخرى لم يذكرها المركز في تقريره الأخير، وهي أن الحراك أصبح من الهزال بحيث لم يعد يستدعي المقاومة أو التصدي له، ومن الأفضل أن يترك ليستكمل استهلاك نفسه بعد أن وصل إلى درجة تثير الإشفاق.
القائمون على الحراك الأردني، أو من بقي منهم، يتابعون ولا شك ما أسفرت عنه الحراكات الأخرى ابتداءً بتونس وانتهاءً بسوريا مروراً بمصر واليمن والسودان فماذا كانت النتائج؟ ولماذا يريدون لبلدهم أن يمر بتجربة مماثلة بدلاً من الاتعاظ بالآخرين.
الأردن هو البلد العربي الوحيد الذي شهد حراكاً ولم يشهد إراقة نقطة دم واحدة. ولما كانت الحراكات تتغذى على الدماء والشهداء، فإن الأردن حرم الحراك من هذا العامل، وتركه ليفرغ طاقاته المحدودة ويستنفد أغراضه تلقائياً.
لقد ثبت بالتجارب المرة أن الحراكات لم تحقق الديمرقراطية، ولم تقض ِ على الفساد، ولم تحقق التنمية، وفي الحد الأدنى لم تحقق الأمن وهو القيمة العليا التي بدونها لن تكون ديمقراطية سياسية أو تنمية اقتصادية أو عدالة اجتماعية.
تبقى ملاحظة أن جميع الحراكات العربية التي شهدناها حتى الآن كانت بدون قيادة موحدة وبدون برنامج عمل، وكان الإخوان المسلمون ينضمون إليها ثم يحاولون ركوب الموجه والقفز إلى القيادة، وقد فشلوا في تونس ومصر وسوريا ودفعوا الثمن وما زالوا يدفعون.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو