طارق مصاروة
تغيب السادة النواب عن اجتماعات مجلسهم لا يطوّل في عمر المجلس.وهو يشبه إلى حد بعيد، غياب الحكومات عن جديّة القرار اتقاء لشبيحة السياسة في هذا البلد، وهذا كله لعب في الوقت المقتطع من عمر الإصلاح والتقدم.
فضَّ جلالة الملك الدورة الاستثنائية، لأنّه لا معنى لاستمرار فقد النصاب في جلسات المجلس. وأغلب الظن أن هناك إرادة ملكية بحلّه.. وكثّر الله خير المعازيب. وقد لا تكون الإرادة قريبة لأن فضّ الدورة الاستثنائية، يعني العودة إلى العطلة البرلمانية.
ما نريد أن نقوله شيئاً أخر، ونستغرب لماذا لم تتنبه لجنة تعديل الدستور إليه. فإنّه نتيجة لإنشاء الهيئة المُشرفة على الانتخابات فإنه لا لزوم لاستقالة الوزارة بعد طلبها حلَّ المجلس، لأنها لن تجري الانتخابات، أي انتفاء شبهة المصلحة في الحل، وإجراء انتخابات جديدة تضمن لها بقاءها.
إن استقالة الحكومة بحكم الدستور، لا يفرض تشكيل حكومة جديدة لشهرين، ثم تستقيل بعد الانتخابات لتتشكل حكومة جديدة قد تكون برلمانية، وقد تكون خليطاً من البرلمان ومن التكنوقراط وذلك توفيراً على المهنئين الكثر، وتوفيراً على الموازنة وصندوق التقاعد.
لا ترويجاً للرئيس الطراونة، ولكن يمكن أن تبقى وزارته كما هي بإعادة تشكيل، وتجري الانتخابات ثم تستقيل بعد ظهور النتائج مباشرة. ونرجو أن تتنبه حكوماتنا فتعدّل في الدستور بإلزام حكومة حلِّ المجلس بالاستقالة .. لأن الذي يجري الانتخابات الهيئة الجديدة التي نشعر بعد كل يوم يمرُّ أنها برئيسها عبدالإله الخطيب، وأعضائها يقومون بعمل يثير الثقة، ويبعث في نفوس الناس بشرى مجلس حقيقي يجعل من الربيع أو الشتاء الأردني موعداً للتغيير والديمقراطية.
ولنأخذ مثلاً كريهاً تكرّر في وطننا العربي طيلة نصف قرن. فقد برّر عسكر الانقلابات سيطرتهم مرّة بطغيان أحزاب الأكثرية على الحكم، ومرّة بفساد الحكومات الحزبية. ودخلنا الليل الطويل المنهك. وقتها كان المخلصون يردّدون: يتم إصلاح الخلل الديمقراطي بالمزيد من الديمقراطية، ويتم تنظيف الحكم من الفساد بالقانون. فالعسكر حلّوا الأحزاب، وأقالوا الحكومات، وحلوا المجالس النيابية وحكموا. فكانوا نموذجاً للطغيان. ولا يغرنكم البذلة الإيطالية الصنع، والقميص الإنجليزي وربطة العنق الفرنسية، والحذاء السويسري فالعسكر صاروا بعد هزيمة حزيران بالذات يحبون المظهر المدني.. بدل الكتف الماريشالية وأغطية زجاجات الكولا، والشرائط الحمر والخضر. وتبقى سوريا نموذجاً صارخاً لحكم العسكر.
وما يجري فيها الآن هو النتيجة المأساوية لنصف قرن أو يزيد من الشذوذ.
.. ونقول للمصلحين في الشارع: بهذه العقليات التي تحاولون فيها فرض أنفسكم على الناس، انتم لا تختلفون عن العسكر، وحكمكم لن يكون أفضل.. والأمثلة ماثلة!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو