الجمعة 2024-12-13 00:47 ص

خواطر قرآنية ..

10:50 ص

الوكيل - قال تعالى:»ويوم يعرض الذين كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تستكبرون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تفسقون». الأحقاف .. لماذا قال تعالى (يعرض) ولماذا لم تكن النار هي التي تعرض لا هم .. ؟؟؟

نضرب لهذه الآية مثلا نتقرب به من فكر العرض « هب أن مجرما حكم عليه أن يلقى طعاما للأسد، فحين يعرض الأسد على هذا المحكوم من وراء ستار ستلقي رؤية الأسد في القلب رهبة وفزعا والأسد بعد جاثم ساكن لم ير المحكوم.
لكن لو عرض المحكوم على الأسد وبدأ الأسد يكاد ينشق من الغيظ والغضب وبدا كأنه يريد أن يثب عليه لولا القيود ولولا عدم انقضاء أمد الحكم، لكان هذا الموقف أشد فزعا في النفس وأشد رهبة وخوفا في القلب على هذا المحكوم إذ حينها ستكون الرهبة مع رؤية ثورة هذا الوحش الكاسر.
وهذه الحالة كحالة أصحاب جهنم إذ حكم عليهم أنهم من أصحاب النار .. لكن لما كان عذاب الله مضاعفا كما كانت رحمته وكرمه لأصحاب الجنة مضاعفة :» قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون» جعل الكفار يرون النار فانخلعت القلوب من الهول .. وجعل النار تراهم فتزداد استعارا برؤيتهم وهو القائل :» إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا « فتحترق حينئذ أفئدتهم من هول المشهد وهم بعد لم يلقوا فيها لذلك قال تعالى :» النار يعرضون عليها غدوا وعشيا « أي أنها دائمة الاستعار والثوران والغيظ لكونها ترى الكفار غدوا وعشيا .. وهذا هو أسلوب الله تعالى في العذاب وهو القائل :» فيومئذ لا يعذب عذابه أحد « ..


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة