الإثنين 2024-12-16 09:56 ص

ديمقراطية السكر زيادة!

08:24 ص

. تحوّل تراجع الرئيس أوباما عن موعد غير معروف لـ«ضرب سوريا» إلى موعد آخر غير معروف.. تحوّل إلى ما يشبه الطرفة في غير مكانها وغير زمانها. ولعل آخرها المسخرة اللبنانية.. واللبنانيون هم أقدر الناس على المسخرة، ذلك أنهم عاشوا ربع قرن تحت هواجس وحقائق «الضرب» الإسرائيلي والعربي.. واللي منه! وآخر النكات اللبنانية على خطاب أوباما الذي صبَّ على توترات الناس ماءً مثلجاً. أن الإيرانيين تعاطفوا مع الرئيس فعيّنوا امرأة ناطقاً باسم وزارة الخارجية!

الوحيد الذي لم ترحمه صحافة باريس، هو الرئيس الفرنسي الذي ظهر بعد الديمقراطية البريطانية والديمقراطية الأميركية.. وكأنه عار تماماً.. دون ورقة التوت!!. وكان تعبير «ديمقراطية.. سكر زيادة» يستخدمها المرحوم ياسر عرفات كلما زاد نقد الفصائل لتصريحاته فيقول ردّاً: «... دي يا سيدي ديمقراطية السكر زيادة بتاعتنا!!». فالرئيس الفرنسي وهو رجل اشتراكي جاء من المدرسة القديمة رغم صغر سنه، لم يجد في أوروبا من يقف إلى جانبه ولو على سبيل التعزية لا ألمانيا ولا حتى بلجيكا وكان أوباما أراد، بتراجعه، اقناع الأوروبيين بأنهم لا شيء في غياب أميركا!
بالمقابل، لم تجد الجامعة العربية من تؤيده في «ضرب سوريا» فانتخت بالأمم المتحدة، وطالبتها في بيانها الركيك بدور الحافظ للسلام والأمن الدوليين، فهي بعد «ضربة العراق»، ثم ضربة ليبيا لم تجد من تؤيده في الضربة فعادت إلى الأمم المتحدة، والأمم المتحدة عاجزة مثلها مثل الجامعة العربية!
.. في معسكر التحالف السوري - الإيراني وهوامشه العراقية واللبنانية، عاد النَفَس العنتري القديم: سوريا ستقاوم، وسترد على كل اعتداء، مهما كانت مصادره، والمالكي يواجه ملايين المتظاهرين السُنّة والشيعة والكرد.. بأنه يؤيدها فإن «رواتب وتقاعد النواب تشكل ضغطاً على موازنة الدولة»!!. فموافقة الناس على التذمر من النهب الرسمي، أفضل من معاندتهم في بقاء حكومة لا يؤيدها أحد.
أما في لبنان فهناك «بشائر» لوّح بها نبيه بري بقرب انفراج التأليف الوزاري وهي بشائر كالخبز الجاف صعب ابتلاعه، ذلك أن الثلث المعطل عاد إلى شروط المرحلة، وذلك أن شعار الشعب والجيش والمقاومة مطلوب الآن فيما تقاتل المقاومة في غوطة دمشق وحلب!
أزاح تردّد أوباما وديمقراطية السكر زيادة، عن صدر المنطقة بعض الخوف، لكنه في الوقت ذاته اطلق آمالاً زائفة. فهذه منطقة أدمنت علاقة السيد بالعبد!


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة