الخميس 2024-12-12 21:27 م

رسالتان من مدخنيْن

12:11 م

هذه رسالة من مدخن سابق يتحدث فيها مع السيجارة فيقول: كم كنت أحبك أيتها السيجارة وكم أكرهك الآن. كنت لا تفارقين جيبي أو شفتي أبدا إلا وقت النوم وحتى عندما كنت أنام، أنام بشكل قلق لأصحو قبل الفجر وأهرع إلى المطبخ لأصنع فنجانا من القهوة أحتسيه مع تدخين عدد من السجائر. كنت ألوّث الجو وأجعل زوجتي وأولادي يدخنون تدخينا قسريا رغما عنهم وكنت أعتقد أن الصداقة بيني وبينك لن تنفصم حتى الموت ولم أكن أتصور أن إنسانا ما يمكن أن يعيش وأن يستمتع بالحياة من دون تدخين واستمرت صداقتي معك أيتها السيجارة المدمرة إلى أن صحوت يوما وأنا أسعل سعالا غير عادي اعتقدت في البداية أنها حالة حدثت بسبب الطقس وأنها ستمر بعد يومين أو ثلاثة أيام لكن مر أسبوع والسعال اللعين ما زال مستمرا وكنت أشعر أن هناك شيئا ما داخل صدري لا يبشر بخير فذهبت إلى أحد الأطباء الذي فحصني وأعطاني أدوية لكن الأدوية لم تقدم أو تؤخر فراجعته مرة أخرى لكنه هذه المرة طلب مني صورة شعاعية وعندما شاهد الصورة نصحني أن أراجع مركز الحسين للسرطان وها أنا أراجعه منذ عدة أشهر وحالتي تزداد سوءا يوما بعد يوم.


مواطن آخر بعث برسالة إلى هذه الزاوية قال فيها: إنه دخن السجائر لمدة عشر سنوات وكان يصرف على السجائر كل يوم دينارين وفي إحدى المرات أرسل في دورة لمدة شهر إلى إحدى الدول الأوروبية وقد دفع خلال هذا الشهر أكثر من مائتي دينار لأن ثمن علبة السجائر في تلك الدولة أكثر من ستة دنانير.

ويمضي هذا المواطن في رسالته قائلا: إنه بعد أن تزوج ورزق بطفلين فكر كثيرا بأن دخان سجائره سيكون ضارا كثيرا على هذين الطفلين إضافة إلى أنه سيحتاج إلى المال من أجل وضعهما في الحضانات وفي المدارس لذلك قرر ترك التدخين لسببين: الأول- انه يحتاج إلى المال كما قال سابقا أما السبب الثاني -وهو الأهم- فقد خشي أن يصاب بأحد الأمراض الناتجة عن التدخين وأن لا يطول به العمر ليربي أطفاله الذين يحبهما كثيرا.

ويختم المواطن رسالته بالقول: كنت أعتقد أن ترك التدخين مسألة مستحيلة وأنه لا يمكن الاستغناء عن السيجارة لكن عندما يكون الإنسان صاحب إرادة وأن يسخر إرادته للعمل المفيد فإنه قادر على التغلب على كل المعيقات التي تعترض حياته والأهم أنه قادر على ترك التدخين وهجر السيجارة إلى الأبد. كذلك هناك المسألة الأخرى التي قد لا يذكرها البعض وهي توفير المال الذي يصرف على شراء السجائر وهو بالتأكيد مال غير قليل وهنا تستذكرني قصة الرجل التركي الذي كان يمسح الأحذية ولم يكن يدخن لكنه في آخر النهار كان يعطي لزوجته ثمن علبة سجائر لتخبئها وبعد ثلاث وعشرين سنة كان هذا الرجل يملك منزلا من ثلاثة أدوار بسبب ما توفر من مال عند زوجته.

وبعد فهل ستبقى تدخن يا صديقي المدخن؟. ألم يحن الوقت لتقف وقفة مراجعة مع نفسك لتكمل حياتك بشكل نظيف وتوفر ما تصرفه على التدخين؟.

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة