الخميس 2024-12-12 21:27 م

شرطة تل أبيب تعمد إلى إتلاف سلع المطاعم الإفريقية

09:25 م

الوكيل - التقط أحد عمال مطعم سوداني في تل أبيب صورة لرجل من البلدية وهو يتلف سلع المطعم رشا بماء الجافيل (الكلور). كما تمت نفس العملية يوم الأحد في عشرة من محلات المدينة يملكها مهاجرون أفريقيون. وحسب مراقبنا تعد هذه العملية واحدة من عديد الحيل المستعملة لطرد المهاجرين الأفريقيين من البلاد.

يعيش حاليا في إسرائيل ما يزيد على خمسين ألف شخص ممن يطلبون اللجوء، أغلبهم في تل أبيب. وإن كان لهؤلاء أوراقا تسمح لهم بالبقاء في البلاد إلا أن أغلبهم لم يحصل على ترخيص للعمل هناك، لكن العديد منهم يتمكنون من وجود من يشغلهم بصفة غير قانونية خاصة في مجال التنظيف، ذلك مقابل أجور تعيسة والسلطات الإسرائيلية تغض الطرف. حتى أن بعضهم حقق نجاحا نسبيا، فحسب سلطات تل أبيب، يشرف المهاجرون الافريقيون على مئة وخمسين محل تجاري دون أية رخصة، أغلبها موجودة في جنوب المدينة.

وتقول 'أساف'، وهي منظمة غير الحكومية تناضل من أجل حقوق المهاجرين الإفريقيين، أن للمهاجرين الذين يريدون تعاطي التجارة طريقتين في التصرف : إما أن يتحصلوا على رخصة شغل - وهذا أمر صعب المنال- وإما أن يقيموا شراكة غير رسمية مع إسرائيليين فقط لاستعارة الاسم.

في عملية يوم الأحد كان مراقبو البلدية برفقة أعوان من الشرطة، قاموا في بعض المحلات بحجز الآلات والمعدات وأحيانا بتلحيم الأبواب. وأكد روبي زلوف وهو أحد المسؤولين السامين في البلدية أن الهدف هو 'القضاء على ظاهرة التجارة غير القانونية التي لا تطبق القواعد الصحية والأمنية وتتحيَل في جلب الماء والكهرباء وتبيع المشروبات الكحولية دون رخصة'.

وقالت أوريت ماروم، إحدى ممثلي 'أساف' أن عددا من المحلات يتعرض كل أسبوع لمثل هذه العمليات لكن الهجمات من هذا المستوى نادرة، مضيفة أن 'الأرجح أنها مرتبطة بقرب مدة الانتخابات البلدية'. فشيخ مدينة تل أبيب مرشح للولاية القادمة في شهر أكتوبر 2013.

ومنذ سنة تعددت في إسرائيل المظاهرات وأعمال العنف ضد تواجد الطائفة الأفريقية في البلاد.

'رشوا 200 كيلوغراما من اللحم بماء الجافيل'

عبد الله مصطفى سوداني، يملك مطعما تمت مراقبته يوم الأحد. وهو من الفوج الكبير الأول للهجرة السودانية التي أتت إسرائيل سنة 2006، وواحد من الخمسة ماة مهاجر الذين تحصلوا على رخصة شغل عند قدومهم.


أتت السلطات يوم الأحد وقت العشاء وأعلنوا أن المواد التي نقدمها ليست طازجة وبالتالي فهي غير صالحة للاستهلاك، ولم يشرحوا لنا أبدا كيف توصلوا لهذا الرأي. أجبتهم أني اشتريت المواد الطازجة قبل يوم أو يومين وأن بقية المواد توجد كلها في الثلاجات المجمدة. ثم أظهرت رخصتي لكنها لم تكفيهم كما اقترحت أن أمدهم برقم الجزار الذي أتعامل معه لكنهم رفضوا.

أقدموا بعدها على صب ماء الجافيل على المواد الغذائية كما رشوه على ما لا يقل عن مئتي كيلوغرام من اللحم المجمد [بعد أن تم نشر صور هذه العملية على الشبكات الاجتماعية، أعلنت وزارة الصحة أن المواد الغذائية أتلفت بالفعل- دون أن يحدد في أي مطعم- لأنها كانت مخزونة في مكان لا تتوفر فيه درجة الحرارة الملائمة وأن مصدرها مجهول- ملاحظة من لجنة التحرير]. لم يحملوا أي عينة لتحليلها، ثم شرحوا لي أنه بإمكاني مواصلة فتح المطعم وأنهم سوف يتصلوا بي لمدي بتعليمات أخرى.




هم يقومون بهذه الأعمال فقط لأنهم لا يحببوننا، فنحن لسنا إسرائيليين، فالإدارة تطلب مني باستمرار إعادة طلب رخصة الشغل، وهذا ما فعلته عدة مرات منذ أن فتحت المحل قبل سنتين، لكن لا شيء يكفيهم. فقط هم يعمدون إلى مناوشة التجار الإفريقيين حتى يغادر هؤلاء البلاد، وهذا ما يحصل بالفعل، فالعديد من السودانيين فقدوا أخيرا الأمل وذهبوا، وأنا الآخر أتمنى الرجوع إلى إفريقيا فلم يعد مجال للعيش هنا.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة