الخميس 2024-12-12 23:37 م

شعب الله الثرثار

08:05 ص

انضم ابني «خالد» 12 سنة الى شعبنا « الثرثار». فاشترت له والدته» خط وبطاقة»،و» استولى» على « موبايل» اخته القديم،وصار «يلْبِد» في ركن ما في البيت،ويقضي الساعات في اللهو والثرثرة مع رفاقه.


واكتشفتُ، انني «أقل» الكائنات على مستوى « اسرتي الصغيرة» و»الاسرة الكبيرة» استخداما للجهاز الخلوي.فانا بالكاد استخدمه للرد على المكالمات،وهي قليلة،وعلى «رسائل الواتس اب» وهي «نادرة». واغلب الوقت يكون الهاتف إما « صامتا» او « مُغلقا».

ولما كنتُ ـ الوحيد ـ بين الجنسين، الذي يفتخر بقلّة عدد اصدقائه على « الفيس بوك». وقبل ايام ، ضغطتُ على «كبسة ما»،فطار اغلب الاصدقاء والصديقات،وعدتُ « أجترُّ» صداقات قديمة ،واختصرتُ الموضوع بالمقربين والمقرّبات.

واكتشفتُ انني بحاجة الى « عِزوة» «فيسبوكية» من اجل « تعزيز» آرائي ووجهات نظري كما يفعل معظم الناس ممن اعتبروا «الفيس بوك « شكلا جديدا من اشكال « الفزعة» والردّ على « المناوئين» و» الاعداء». وصار بطريقة ما «قبيلة الكترونية» يستعين بها بعض الناس في حال تعرّضهم لأي « انتقاد» او « هجوم».

ولاحظتُ اننا في الاردن، وبعض الدول العربية، «نورّط» و» نسخّر» الصفحات العنكبوتية والالكترونية،ونجعلها تعبّر عنا، وللدقة عن «جهالاتنا» و» عنصريتنا» و»غبائنا» و»أمزجتنا» المتقلّبة.

ولو أن « الحكومة» قررت ـ لا سمح الله ـ ،رفع الرسوم على المكالمات والرسائل الالكترونية،لما تغيّر شيء.صحيح منا مَن سوف يحتجّ بضعة ايام وتعود «حليمة لعادتها القديمة»،ونواصل « الثرثرة» و» النميمة» و» المماحكة» و» المجاكرة».

تحوّلت حياتنا الى «حكي» ، مجرد «حكي» ، وبالتأكيد «بلا فعل» .

المتسوّلون، امام المساجد»يوم الجمعة «،و على الإشارات يملكون أجهزة خلوية أفضل منا ـ مني ـ على الأقل. والأولاد الذين يبيعون على الإشارات «الدرّاق» و»الفقوس» يتبادلون الإشارات ضمن حركتهم لاصطياد الزبائن عبر الهاتف الخلوي، وبالطبع يعرقلون السّير ويمارسون خفّة وثقلة الدم معا ، أيضا في وسط الشوارع.

الاذاعات «الصباحية» ، تعتمد على « الثرثرة» وتشجع « الزبائن» عبر « إغوائهم « بمواضيع تثير فيهم « شهوة» الكلام.

نحن شعب ثرثار .. بامتياز !!

gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة