الأحد 2024-12-15 14:17 م

شهر رمضان مدرسه تربويه

02:16 م

د حسين الخزاعي

شهر رمضان المبارك مدرسة تربوية، اقتصادية ، أيمانية ورحمانية، يتساوى فيه الغني والفقير ، الرئيس والمرؤوس، يعلو فيها الصائم عن الماديات،ويقهر الشهوات المفطور عليها، ويشف فيه الإنسان بطاعة الله عز وجل ليرتقي الى منزلة الملائكة، ويجدد العهد على الإمساك عن النواهي، والاقبال على اوامر الله ، ويتقشف حتى يشعرالصائم، بشعور الفقراء والمحتاجين ،عندما يصوم طوعاً،عن الطعام والشراب، ينمي عنده روح الانضباط ومحاسبة الذات، فيلتزم الصراط المستقيم، والأخلاق الحميدة.

اخطاء سلوكية وتقليد اعمى، يرتكبها بعض الصائمين والصائمات في شهر رمضان ، استكمالاً لرصد بعض السلوكيات السلبية التي رصدتها خلال السنوات الماضية ، للاسف اشير الى ان بعض هذه السلوكيات ما زالت تمارس - عينك عينك - نواصل الاشارة حتى نواجهها وننبه الى خطورتها ، وهناك سلوكيات جديدة اتمنى ان يبتعد الجميع عن ممارستها او التعرض للوقوع بها كونها سلوكيات لا تليق بفضائل الشهر المبارك ، . ومن هذه السلوكيات

اولاً : انتهى اليوم الاول والثاني والثالث والرابع من شهر رمضان ، لا تزال بعض العائلات تستقبل شهر رمضان بالمبالغة في شراء المواد التموينية،وتكديس الأطعمة والمشروبات وتخزينها ، وفي المولات والسوبرماركتات الكبيرة ترى العجب العجاب، بعض المتسوقين لا يكتفون - بعرباية - واحدة انما يجرون معهم عربايتين ممتلئتين بالمواد التموينية ، سؤال يجول في الخاطر لماذا الاصرار على هذا الانفاق والشراء والتبذير وتكديس المواد التموينية ، والأسواق تتوفر فيها كافة اصناف الموالد الغذائية ؟!
ثانياً : إصرار بعض الاسر على ممارسة الطبخ ' والنفخ ' كل يوم ، ووضع تشكيلة متعددة الاصناف من المأكولات ، والحجة والمبرر انهم لا يأكون طعاماً ' بايت ' ، وكان الثلاجات والمبردات ' الديجتال ' الموجودة في البيوت غير مقنعه لهم وبانها تحفظ الطعام ولا يخسر من قيمته الغذائية سعر واحد .
ثالثاً: تجولت خالا الايام الاربعة الماضية على اكثر من (100) حاوية قمامة في عمان، وجدت مناظر تقشعر لها الابدان ، الحاويات تفيض بالاكياس ، وبعض الاكياس مكدسة وموضوعه بجانب الحاويات، ونابشي الحاويات من افراد المجتمع ( اطفالا ورجال ) الذين اصبحت مهنتهم نبش الحاويات واخذ ما يجدونه مفيدا لتجارتهم ، والبعض للاسف يخرج اكياس القمامة ويفتحها ويبحث بها ويرمي مخلفيات الاكياس على الشوارع القريبة من الحاويات ، تجد الحاويات تحولت الى مكان تجمع للكائنات البشرية والحيوانية والزواحف ، فالقطط تنبش الاكياس وتاكل منها ما لذ وطاب ، والحشرات تتكاثر وتعيش بجانب الحاويات !!! سؤال يجول في الخاطر لماذا هذا التبذير والبذخ ورمي الاكل في الحاويات ، شاهدت ربطات من الخبز معلقة على اطراف الحاويات ، واطعمه لا تزال رائحة ونكهة الطعام فيها ، واواني وصحون ، لماذا لا يتم الطبخ على قدر استهلاك افراد الاسرة ؟! ، ولماذا لا نتبرع بالفائض اذا طبخنا كثيرا ؟ . نريد المزيد من الوعي الاستهلاكي ، والاستعداد الاداري والاقتصادي التقشفي حتى لا يقع المواطنين في فخ المصاريف الكبيرة غير المبررة ؟!
رابعاً : المتابع لتصريحات المسؤولين في امانة عمان عمان الكبرى يجد ان الاحصاءات تفيد بأن سكان العاصمة قاموا بقذف ( 2200 ) طن نفايات أول من أمس، بالتزامن مع أول أيام شهر رمضان ، وهذا الرقم يشير الى ان الزيادة في حجم النفايات اليومية بحدود ( 150 ) عن الايام العادية ، ونلمس ان حجم القمامة بازدياد مستمر ، وهذه الزيادة الهائلة في حجم النفايات بسبب تزايد نسبة طهي وتحضير المأكولات والمقبلات والأطعمة.. هل يعقل (30%) من غذائنا في حاويات القمامة، وهذا حرام ويتنافى مع الحكمة من الصيام، وروح التكافل والتراحم مع الفقراء الذين قد لا يجدون طعاما يفطرون عليه .
خامساً : بالرغم من النداءات والتوجيهات والتحذيرات التي قامت وتقوم بها مديرية الأمن العام بشكل متواصل وتحث المواطنين على ضرورة التقيد بتعليمات المرور والسلامة على الطرق ، لا يزال بعضهم مصرين على عدم التقيد بالتعليمات المرورية والتجاوز الخاطئ والسرعة الجنونية وخاصة قبل موعد الإفطار، والبعض من سائقي السيارات يمارسون اخطاء وتجاوزات واصفاف خاطي ، والعبور من شوارع ممنوع منها المرور ، واطلاق العنان للزوامير ، واطلاق العبارات البذيئة والشتائم غير المبررة . لماذا ؟!
وبعد،،، هذه بعض من السلوكيات الاجتماعية الخاطئة التي ترتكب في شهر رمضان ، أنقلها إليكم بأمانه حتى نتجنبها، وعدم ارتكابها ؛ لأن ارتكابها يؤدي الى معاناة نفسية ومشكلات اجتماعية، واحمالاً اقتصادية لا داعي لها .
مسك الكلام ،،،، كل عام وانتم بخير واردننا احلى واجمل في ليالي رمضان المبارك ، وللحديث بقية.

د حسين الخزاعي

ohok_90@yahoo.com


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة