الإثنين 2024-12-16 10:57 ص

شو يعني وزير؟!

08:14 ص

مع ان معظم الوزراء والمسؤولين في الاردن لا توجد لديهم اي انجازات تذكر، ومع ذلك كلما يتقدم شاب لخطبة فتاة فان اهلها عندما يتم سؤالهم عن العريس من الاقرباء والجيران يقولون: ابن عمه وزير!



وهذا ما يحفز العديد من العائلات على الموافقة الفورية على العريس بغض النظر عن تعليمه او مستواه المادي او اخلاقه.


مع العلم انه لا توجد محلات دجاج توزع الدجاج مجانا على ابناء عمومة الوزراء، ولا توجد في محلات الاثاث خصم خاص لاقارب المستشارين، ولا توجد صالة افراح تهديك الجاتو او الزفة مجانا لان خالك مفوض.
لذلك من وافقت على العريس لان ابن عمه وزير فان الفلافل مستقبلا هو شعلة حبهم، فالوزير يدير وزارة فيها ورق وقرارات وليس مول فيه سكر وفول!


شخصيا افضل ان يكون ابن عمي كهربجي سيارات على ان يكون في مجلس الوزراء، فالاول بكل تأكيد سيعطيك البواجي بسعر التكلفة او قد لا يتقاضى اجرة التركيب، بينما الثاني لا يستطيع ان يخصم لك فلسا واحدا على اي معاملة وهو يتقاضى منك راتبا ابديا سواء كان بالربطة او بالبيجاما.


حتى الاموات كان لهم نصيب من هيبة الوزراء، فكثيرا ما تسأل عن من المرحوم؟! فيتم التعريف عليه بانه قريب احد الوزراء وذلك حتى يطمئن السائل على مستقبل المرحوم، وكان الوزير الذي فشل في حل مشاكل من هم فوق الارض، سيكون عونا وسندا وقادرا على مساعدة من هم تحت الارض!


نفخنا الوزراء وتباهينا بهم حتى صدقوا انفسهم، مع ان بعض العائلات فيها المفكرون والشعراء والمخترعون الا ان احدا لا يتباهي بهم، فلا احد يعطيك بنته لان ابن عمك اخترع شبشبا يولد الطاقة، ولم اسمع عن وليمة غداء اقيمت على شرف شاعر، حتى في الدواوين الكل يقف عندما يأتي مسؤول لاستقباله بينما المفكر قد لا يجد من يصب له فنجان قهوة.


شاهدنا في الدول المتحضرة كيف يذهب المسؤول الى عمله اما بالقطار او بالبسكليت، بينما في بلادنا من اصبح قريبه مسؤولا يرفض الذهاب اصلا لعمله، شاهدنا صورا لميركل هي وزوجها في الشارع بلباس لا نلبسه نحن لحتات الزيتون واقتصادها من اقوى اقتصاديات العالم، وسمعنا كيف تغير العائلات في بلادنا اطقم الكنب والبرادي وحتى الثلاجة لان قريبا لها اصبح مسؤولا، شاهدناهم في المولات كيف يقفون بلا حراسات ويلتزمون بالدور ويشترون حاجياتهم بانفسهم، بينما في بلادنا شاهدنا مرارا كيف يجند نصف موظفي الوزارة لشراء البندورة والباميا لعائلة الوزير.


بعض المسؤولين في الاردن لم يغيروا جرة الغاز في منازلهم منذ تاريخ تسلمهم المنصب، فهم يوميا مدعوون اما على غداء او عشاء وما بينهما تحلاية في حفل خطوبة او زفاف.


نعم نحن الشعب البسيط السبب في تعاظم سطوة المسؤولين وعدم تواضعهم او اكتراثهم بتحقيق اي انجازات، فبعنا الاراضي واستدنا من البنوك حتى نتباهى اننا اولمنا لهم، مع العلم انه لو ربطنا القيمة الاجتماعية للمسؤول بما حقق من انجازات لما استحق ان نولم له بمقلى بيض او باذنجان!


إنْ لم نغير من ثقافتنا الشعبية تجاه المسؤول وان يكون احترامنا له بمقدار ما أنجز سيستمر في فشله وتعاظم سطوته.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة