من حسن الحظ أن فرص اليمينية المتطرفة مارين لوبن في الفوز بالإنتخابات الرئاسية الفرنسية قد تراجعت حتى حدود التلاشي فهي وفقاً لتصريحات أطلقتها مؤخراَ لا ترى أن هناك بديلاً لبشار الأسد وهي تتبنى مواقف وسياسات فلاديمير بوتين كلها وحيث كانت رددت وربما لا تزال تردد أن العالم الجديد الذي ظهر خلال السنوات القليلة الماضية هو عالمه، أي عالم الرئيس الروسي، ولعل الأخطر أنها تتبنى المواقف والسياسات الروسية تجاه الأزمة السورية وبصورة كاملة.
وبالطبع فإن لوبن، التي بات مؤكداً أن حظها بالفوز في هذه المعركة التي استجدت عليها في الجولة الثانية معطيات كثيرة وموازين قوى غير الموازين السابقة قد تراجع حتى حدود التلاشي النهائي، كانت قد أعلنت مراراً وتكراراً أنها إن هي أصبحت رئيسة للدولة الفرنسية فإنها ستنسحب من الإتحاد الأوروبي وأنها ستستهدف من تعتبرهم غرباء وهم العرب والمسلمون وبالتالي فإنها ستأخذ فرنسا إلى مسارٍ أوروبي ودولي غير مسارها الحالي.
والأخطر أنَّ مارين لوبن بعد زيارتها الشهيرة إلى موسكو، عشية احتدام معركة الإنتخابات الرئاسية، ولقائها المطول مع فلاديمير بوتين أصبحت تتبنى نظرية الرئيس الروسي التي دأب على تسويقها وترويجها منذ عدة أعوام سابقة والقائلة إن هناك عالمين في هذا الكون هما عالم الشمال... الأبيض والمتقدم والمتفوق في كل شيء وعالم الجنوب.. الملوَّن والمتخلف في كل شيء وأنه لا بد من أن يكون الفرز على هذا الأساس والصراع أيضاً على هذا الأساس وليس على أي أمر آخر.
وهنا وهذا ليس اتهاماً وأنه مجرد سؤال عابر: أليس يا ترى أن مثل هذا الفرز العنصري هو ما أستندت إليه «النازية» وأستند إليه أدولف هيتلر عندما صنَّف سكان الكرة الأرضية على أساس ألوانهم وعلى أساس أهل الشمال والجنوب وأهل الغرب والشرق وحيث وضع العرب ومعهم «أبناء عمومتهم اليهود!!» في آخر درجات السلم الحضاري وهكذا فإنه قد اصطدم حتى بالدول الأوروبية الشمالية وبالولايات المتحدة الغربية فكانت الحرب العالمية الثانية التي كانت مدمرة بالفعل والتي أُزهقت خلالها أرواح عشرات الملايين من البشر.
والحقيقة أن فلاديمير بوتين ومارين لوبن ليس وحدهما اللذين مع تقسيم العالم على هذا النحو وعلى هذا الأساس فهناك أحزاب أوروبية كثيرة تبنت هذه النظرية العنصرية المرعبة وهناك من كان إتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال معركة الإنتخابات الرئاسية وبعد فوزه مباشرة بأن لديه تصورات وأفكار قريبة من هذه التصورات والأفكار لكن ما اتضح لاحقاً يدحض هذا الإتهام ويؤكد أن الولايات المتحدة بحكم عوامل كثيرة بعيدة وبصورة مطلقة عن هذه الدائرة الخطيرة!!.
ربما... بل المؤكد أنه إذا كانت نظرية أهل الشمال وأهل الجنوب هذه تحقق بعض النجاح الملموس في بعض الدول الأوروبية وفي عالم شمالي وغربي شهد خلال السنوات الأخيرة تحولات ملموسة من اليسار إلى اليمين فإنه يمكن القول إن أوروبا التي اكتوت بنيران العنصرية التي أنجبت هيتلر وموسوليني لا يمكن أن تذهب بعيداً في هذا التحول وحتى وإن حققت مارين لوبن ما حققته في الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية الفرنسية وما قد تحققه في الجولة الثانية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو