الإثنين 2024-12-16 11:57 ص

عن الحج بأثر رجعي!

12:59 م

انتهى الحج ولم تنته ذكرياته، بحلوها ومرها، من هذه الذكريات، ما شهده صديقنا أسامة امطير، وحاول أن يدونه على هذا النحو.. لعل فيه ما يفيد في موسم الحج القادم!


منّ الله عز وجل عليّ بحج؛ هو الحج الأول في حياتي بعد الحصول على منحة من أمير منطقة تبوك. حيث انضممت إلى مجموعة الحجاج الأردنيين الفرادى .وفيما بعد شاركت الحجاج الاوقافيين خيمهم وخدماتهم في منى.وقد شاهدت كارثة الحجاج الأردنيين بعيني .فالمخيم الاردني في منى الواقع على قمة جبل تقريبا والذي لا يمكن الوصول اليه الا مشيا الى الشارع رقم 634 مخيم رقم اربعة او صاعدا الدرج المكون من ما يقرب من 100 درجة بعد صعود الشارع لمسافة تقرب الكيلومتر.يعاني حجاج هذا المخيم من غياب تام للخدمات الطبية حيث شاهدت حالتين من التسمم الغذائي (اسهال مراجعة وارتفاع في الحرارة) ثاني ايام التشريق الساعة الثانية صباحا واحدى الحالات اصيبت بالجفاف بينما كادت الحالة الاخرى تصاب.وعندما سألنا عن الطبيب قيل: إنه غير موجود، فسألنا المسؤول عن المخيم فأجاب بالحرف أن البعثة الطبية المخصصة لهذه المجموعة سحبت او لا وجود لها وعندما طالبنا باحضار سيارة لنقل المصابتين قالوا لا يوجد سيارات للبعثة .

علما بأن أقرب مركز صحي يبعد تقريبا كيلومترين عن المخيم وهذه مسافة يستحيل نقل المصابات اليه على الاقدام من قمة جبل.وقد من الله عز وجل علينا بمحسن سعودي احضر سيارته بعد ساعة وتم اسعاف المصابتين في مركز صحي اندونيسي .وبعد لحظات اصيب حاج عمره تقريبا ال75 سنة بآلام في الصدر اعتقد انها كانت نوبة قلبية.ولا أعرف إن تم اسعافه أم لا.علما بأن حكومة الهند الهندوسية وفرت سيارات كهربائية للحجاج الهنود لنقل الضعاف منهم الى الجمرات او العيادات .أما مخيمنا الأردني في عرفات فلقد عانينا فيه من قلة الحمامات حيث كان يوجد 6 حمامات لحوالي الفي حاج وحاجة.الخيم كانت بمثابة أفران حرارية لتجفيف الحجاج.لا وجود للمطاعم او الاسواق كما هو في كثير من المخيمات الاخرى حيث تنتشر انواع من المقاصف والبقالات.بالنسبة للمرشدين الاردنيين فلقد شاهدت رجالا لا يفقهون شيئا في فقه الحج ففي مخيمنا شاهدت مرشدين تم تعيينهم لمجرد تعبئة فراغ او لحصولهم على مقعد مجاني .

لا يوجد لدى حجاجنا مرجعية دينية واضحة لتعاليم الحج.المخيم الاردني في منى يبعد ما لا يقل عن خمسة كيلومترات من الجمرات وهو من ابعد المخيمات ولا يوجد اي وسيلة مواصلات سوى المشي.علما أن نسبة المصابين بالضغط والسكري وامراض القلب كانت تصل الى النصف تقريبا ودون مبالغة.عندما يرجم حجاجنا فإنهم غالبا ما يتيهون لساعات طوال دون مرشد او دليل .مع الاخذ بعين الاعتبار أن قسما كبيرا من حجاجنا هم من كبار السن.أما في مزدلفة فحدث ولا حرج ،فإذا كان الحاج ليس من حجاج الحج الممتاز فعليه ان يصلي وينام بالقرب من البول والفضلات ولا وجود سوى لبضعة عشرات المراحيض لملايين الحجاج ولا وجود للنظافة على الاطلاق فيخرج الحاج بذكريات سوداء عن تلك الليلة المليئة بالجراثيم والقمامة ولا تتخيل أن تشاهد مسؤولي الحج الاردنيين الا في فنادقهم بينما كنا نهيم على وجوهنا دون مرشد. أين كانت سيارات الاسعاف الاردنية ؟؟أين كان الاطباء الاردنيون؟؟هل تم توزيع فيزهم على أناس لا علاقة لهم بالطب تماما كما يفعلون مع فيز اللحامين الكاذبة؟


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة