الأحد 2024-12-15 14:17 م

لمة الجمعة العائلية تكسر روتين الحياة

12:34 م

الوكيل - يمتاز يوم الجمعة بنكهة خاصة يستمتع بها أفراد العائلة كافة صغارا وكبارا. ورغم سرعة وتيرة الحياة، إلا أن معظم الناس يحافظون على قدسية هذا اليوم واللمات العائلية فيه.


وتكمن جمالية الأجواء باللمة العائلية، وتعدد الأصناف الغذائية المتنوعة على المائدة من قبل أفراد الأسرة، الذين يتناولونها بمتعة وأريحية وفي طقس اجتماعي حميم.

وتقول سوزان جمال إن هناك الكثير من الأطباق اللذيذة التي تحتاج إلى أن يتشارك في إعدادها عدة أشخاص، وتحديدا النساء، مثل لف ورق العنب، والكوسا وغيرها، والمنسف، والمقلوبة، والمسخن، وجميعها مأكولات تحتاج إلى عدد من الأفراد لتناولها لكي يستمتعوا بمذاقها.

وتبين أنها تعد كل يوم جمعة طبقا من تلك الأطباق، وتذهب مع زوجها وأبنائها الى منزل عائلتها لتناول الغداء مع بقية الأفراد الذين يحضرون كذلك أطباقا مختلفة يتم الاتفاق عليها قبل بيوم.

وترى في مثل هذه اللمة متعة كبيرة، تتيح لجميع الأفراد فرصة الاستماع لأخبارهم وماذا حصل معهم خلال أسبوع مضى، فضلا عن اللحظات الجميلة التي تستمر حتى ساعات متأخرة من المساء، وهي برأيها، لحظات لا تعوض.

ومع حلول فصل الصيف، تسعى الكثير من العائلات إلى كسر روتينها، والعمل على تغيير الأجواء، من خلال تنظيم رحلات عائلية، أو من خلال التجمع في بيت إحدى العائلات في كل يوم جمعة.
وينتظر الثلاثيني خلدون النابلسي، قدوم نهاية الأسبوع، ليذهب مع زوجته وأطفاله إلى بيت أهله، للاطمئنان على والديه وإخوته، ولكي تجتمع العائلة في 'لمة' واحدة.

ويضيف أن يوم الجمعة هو يوم مميز في حياته، فهو اجتماع عائلي لمناقشة أمور الحياة، وتناول الطعام اللذيذ التي تصنعه الوالدة، وهو يشعر أن في هذا اليوم يلتقي الأطفال، فأطفاله يمرحون مع أبناء عمومتهم، وزوجته مع أهله، فيشعر الجميع بالود والحميمية.

في حين يبين أبوعون أنه اتفق مع ذويه وإخوانه أن يعيدوا ليوم الجمعة في فصل الصيف، نكهته الخاصة، فيكسروا روتين الحياة، ويجتمعوا في منزل العائلة الكبير، ويغيروا الأجواء برفقة الوالدين.
ويقول 'يكون ذلك من خلال الترتيب إلى رحلة يوم الجمعة لأماكن عديدة، أو العمل على انتقال 'اللمة' في يوم الجمعة إلى منازل الإخوة أو بيت العائلة'.

ولا تنكر زوجته أن بيت العائلة هو الأصل والملاذ لجميع أفراد الأسرة، ويظل يوم الجمعة مرتبطا بالتجمع العائلي فيه. إلا أن لفكرة كسر الروتين وتغيير المكان والزمان نكهتها الخاصة، فتجمع العائلة في رحلة طوال يوم الجمعة في مكان جميل ومريح سيغير نفسية الجميع ويحسن من مزاجهم.
وهي ترى أيضا أن قضاء وقت جميل مع العائلة يوم الجمعة يمكن أن يكون في الذهاب إلى السينما لمشاهدة فيلم جديد، فضلا عما يمنحه هذا المشوار من متعة.

وفي هذا الشأن، يبين الجد أبوفيصل أن تجمع الأبناء والأحفاد في بيت العائلة، وخصوصا يوم الجمعة، أمر جيد ومفيد. لقد أصبح هذا اللقاء عادة بين أفراد الأسرة، وصار هذا اليوم يحسب ضمن مراسم لا يمكن الاستغناء عنها، حيث يمتلئ هذا اللقاء العائلي ببهجة الأطفال، وفرحة الكبار.
يقول الخبير الاقتصادي حسام عايش، إن نسبة كبيرة من الأسر الأردنية تفتقد إلى إمكانية الحصول على الترفيه، بسبب الأعباء والالتزامات المختلفة، وبسبب الضائقة الاقتصادية التي كثيرا ما تثقل كاهل العائلات، وتحول دونها وتحقيق قسط من الراحة والاستجمام.

ويوضح أن منزل العائلة هو المكان الترفيهي شبه الوحيد الذي تقضي فيه الأسرة الأردنية معظم وقتها، يوم الراحة وفي أيام 'الجمعة'. والبعض يعمل على كسر الروتين والتغاضي عن تكاليف الرحلة المرهقة، فيسعى إلى تقاسم المصاريف من أجل التجمع في مكان جميل، لتغيير الأجواء.
ومن جهة أخرى، يبين اختصاصي علم النفس السلوكي، الدكتور خليل أبوزناد، أن نسبة كبيرة من المواطنين ينتظرون الربيع والصيف للخروج في رحلات ترفيهية، لما لها من تأثير إيجابي في 'تحسين مزاج الفرد وتغيير سلوكه إلى الأفضل'.

ويشدد على أن كسر الروتين في حد ذاته يحفز على تحسن النفس البشرية، ونشر الحب والود بين أفراد العائلة، وبناء ذكريات جميلة بين أولاد العمومة والأجداد.

ويؤكد أبوزناد أن الخروج والتآلف مع الطبيعة والخضرة والمياه والأزهار يجعلان الراحة والهدوء والسعادة رفيقة الجلسة، ويغيران أمزجة الناس، ويكسران وتيرة الحياة المملة، ويخففان من كثرة الضغوط والأعباء على العائلات، من خلال هذه اللقاءات التي يعود فيها الجميع إلى البساطة والمرح والفرح.

ويؤكد اختصاصي علم الاجتماع د.محمد جريبيع، أهمية الحفاظ على هذه العادة الجميلة، وهي اللمة العائلية في يوم الجمعة، لأنها فرصة للتواصل الاجتماعي، والحفاظ على الود والاحترام، وتعرف الأحفاد على بعضهم بعضا.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة