الخميس 2024-12-12 23:47 م

مقتطفات من الحوار مع الملك

08:20 ص

ما هي التحديات التي تواجه الأردن والمنطقة في عام 2017م؟


الإجابة التي سمعناها من جلالة الملك أمس خلال لقائه مع عدد من الزملاء الإعلاميين حملت عنوانين أساسيين: أحدهما الصراحة والآخر الامل، وبينهما مساحات واسعة تطل على الحاضر بما فيه من هموم وتحديات وعلى المستقبل بما يمكن أن يفاجئنا من مستجدات، او ما يجب ان نفعله او نطلقه من مبادرات.



على الصعيد الخارجي تحدث جلالة الملك عن حصاد زياراته الأخيرة الى موسكو ولندن وواشنطن، وهي العواصم المعنية بالملف السوري اولاً، فلا حل هنا دون روسيا، ولا مخرج دون توافق روسي امريكي، وأهم ما يقلقنا في الأردن هو “الجنوب” السوري وما يمكن أن تفضي اليه التغيرات الإقليمية والدولية خاصة في مواجهة داعش والتنظيمات الإرهابية من حقائق جديدة على الأرض، يعتقد الملك - كما فهمت - ان المعركة ضد الإرهاب ستكون طويلة، وإن مواجهة داعش بالتقسيط لا تكفي، اذ لا بد من مواجهتها بشكل شامل على الجغرافيا التي تمددت عليها سواء في سوريا او في العراق وصولاً الى أفريقيا ولاحقاً الى العالم بأكمله.


أمريكا مع ترامب أصبحت تفكر بمنطق جديد، ويمكن للأردن والعرب ايضاً ان يساهموا في تغيير الموقف والصورة إذا أحسنوا التعامل وتمكنوا من الوصول الى العقل الأمريكي الجديد، روسيا تعرف تماماً كيف تفكر إيران وماذا تريد، والأردن حريص على فتح خط عمّان بغداد، ولا مشكلة مع بغداد في ذلك، وستشهد الاسابيع القادمة محاولة لتجميع صف الاخوة العراقيين بمبادرة اردنية.


مع نهاية الشهر الحالي ستكون هناك خطة استراتيجية لمعالجة إشكالية الجنوب السوري، المشكلة في “الركبان” الذي يضم آلاف اللاجئين، وبينهم وجدت داعش موطئ قدم لها، ولدى الأردن تصور واضح لما يمكن ان يفعله إذا ما واجه أي خطر من وراء الحدود، اما فكرة المناطق الآمنة فستساهم في تحسين أوضاع السوريين المعيشية، وربما يعود بعض اللاجئين اليها، ولكن العودة ستحتاج لوقت أطول.


هل يملك الرئيس “ترمب” أي حل للقضية الفلسطينية؟ ربما، لكن المعلن من كلامه او اولويته القضاء على داعش في سوريا، ومع ذلك لا بد ان يفهم العالم ان تأخير حل القضية الفلسطينية، سيضع “عتاداً” جديداً في يد الجماعات الإرهابية التي توظف معاناة الفلسطينيين لذبح المزيد من البشر.


على الصعيد الداخلي تحدث الملك بصراحة ايضاً: عام 2017 سيكون عام مواجهة الفساد بشكل حاسم، هنا لا بدّ للمجتمع ان يتجرد من المزاجية والازدواجية لتمكين الدولة من محاسبة الفاسدين بعيداً عن منطق الدفاع عن العشيرة او منطق إطلاق اللعنات على المحسوبية وممارستها في آن، صحيح اوضاعنا الاقتصادية صعبة لكننا سنتجاوزها، لدينا فرص كثيرة لتنشيط الاقتصاد، وسنحاول ان نخفف الأعباء على المواطنين، ونحتاج الى رسائل لتطمينهم على ان بلدنا بخير، ولا بد ان نعمل لتهيئة البيئة ممن اجل جلب الاستثمارات، والعمل جار قانونياً وإدارياً لمحاسبة كل “فاسد” يقف في طريق ذلك. ولن تتردد الحكومة في نشر صور الفاسدين على صفحات وسائل الاعلام.


هواجس ملف “التطرف” متعددة، لكن الأردن نجح في وضع مقاربات عسكرية وامنية لمواجهته، ولا بد من تطوير المقاربة الفكرية، عملية اربد كانت أخطر من عملية الكرك، وهناك عمليات إرهابية اجهضت ولم يعلق عليها، أما مسألة التنسيق بين المؤسسات فقد أصبحت واقعاً، وستترسخ أكثر خاصة في العلاقة بين هذه المؤسسات والاعلام في الأيام القادمة.


نريد ان نساعد أنفسنا لكي يساعدنا العالم ايضاً، ونحن على علاقات دافئة مع كافة دول العالم، وأشقاؤنا يعرفون اوضاعنا الاقتصادية، ونحن نقدر لهم وقوفهم معنا ونقدر ظروفهم ايضاً، وحين نتحدث فإننا نتحدث للعالم باسم كل العرب والمسلمين، والقمة العربية ستكون فرصة “للم” الشمل العربي، اما قضية القدس واللاجئين فستكون على سلّم أولوياتها، تحدثت حولها مع مختلف صناع القرار خلال الزيارة لأمريكا، وربما أزور واشنطن قبل انعقاد القمة.


هذه هي بعض العناوين التي تحدث الملك فيها، اما التفاصيل فنحتاج الى مقالات أخرى.


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة