الخميس 2024-12-12 17:16 م

مواجهة البروبوغاندا الاسرائيلية في قضية زعيتر

01:44 م

الوكيل - ايمن الحنيطي - ما ان بدأت تفاصيل حادثة اغتيال القاضي الشهيد رائد زعيتر بأكثر من خمس رصاصات امطرها اثنان من جنود الاحتلال وشوهت جسده، حتى بدأت معها على الفور ترسانة البروبوغاندا الصهيونية ببث سمومها للعالم ضد الأردن لتشويه الحقائق، ونشر الاكاذيب.


ليس غريبا على اعلام صهيوني مقيت توظيف حادثة خطيرة اغتيل فيها شخص اعزل بدم بارد لخدمة أهدافه، حتى وان نطق الشهيد زعيتر بمقولة 'الله وأكبر قبيل استشهاده مثلما ادعت ولفقت يديعوت احرونوت وهارتس الاوسع انتشارا في اسرائيل والتي تمتلك نسخة الكترونية بالانجليزية موجهة للعالم، فهذا الامر حتى وان كان صحيحا، فهو ليس مستغربا، لان السمعة الطيبة للشخص المغدور، واخلاقه الرفيعة سبقت خبر استشهاده.

لكن الغريب والمستغرب هو ان يجري تشويه الحقائق، وإظهار ما حدث على جسر الملك الحسين ان القاضي الاردني الشهيد كان 'إرهابيا' وهو الذي اعتدى على جنود الاحتلال 'المساكين الطيبين' بالضرب بعصا حديدية، ومحاولته خنق أحدهم مما دفعهم لقتله دفاعا عن ألنفس، رواية كاذبة لا يصدقها حتى ألمجنون، والمواطن العربي طبعا لا تنطلي عليه اكاذيب الدعاية الصهيونية هذه، لانه اصيب بحالة من 'القرف' والاشمئزاز من هذه الاسطوانة. ونسوق هنا مثلا عنوان بالمانشيت العريض لصحيفة هارتس الصهيونية والتي توصف على انها 'ليبرالية' بنسختها الانجليزية '

'Jordanian judge ran toward soldier screaming 'Allah hu Akbar,' Israeli probe reveals'

الخطورة تكمن بترويج هذه الاكاذيب الواهية ونشرها للعالم المسكين، الذي وضعته الصهيونية العالمية رهينة صراع طائفي ديني عناوينه الكبيرة ' ارهاب الجهاد ألعالمي' و'الارهاب الإسلامي' من خلال مؤسسات تنتهج الاحترافية بعملها، وتتشعب اذرعها في العالم اجمع، مستفيدة من الوسائل التكنولوجية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي .

ان الرواية الصهيونية الكاذبة تصل للعالم بأدوات عديدة، فمن داخل اسرائيل هناك سلطة البث الاسرائيلية (اذاعة وتلفزيون) لديها قنوات باللغات ألعالمية، وصحف يديعوت احرونوت وهارتس، و'اسرائيل أليوم' صحيفة نتنياهو والممولة بالكامل من صديقه الاميركي اليهودي شيلدون اديلسون، بمواقعها الالكترونية جميعا، لديها نسخ موجهة بالانجليزية،ولا ننسى طبعا الصحيفة الانجليزية الاولى في اسرائيل'جيروزاليم بوست' وموقعها ألالكتروني والمؤسسة الاعلامية الضخمة للمستوطنين ( عاروتس شيفع – القناة السابعة) او ما تعرف بIsreal National News

ومن خارج إسرائيل هناك جهود جبارة لما يسمى ب The Israel Project 'المشروع الاسرائيلي' ومقره واشنطن، ومؤسسة ميمري، ومنظمة الايباك التي تتحكم بعمل 500 مؤسسة صحفية وإعلامية اميركية،والفضائية الاخبارية ' جيويش نيوز وان'، بالإضافة الى العشرات من مراكز الدارسات والأبحاث اليهودية الناشطة في اميركا وإسرائيل مثل معهد واشنطن ومركز سابان، والتي تتبنى جميعها كل رواية مصدرها اسرائيل مهما كانت.

اما السفارات والممثليات الاسرائيلية المنتشرة في العالم والتي تمتاز كوادرها بالكفاءة ألعالية فهي لا تأل اي جهد في استغلال علاقاتها داخل الدول التي تخدم فيها، وتستخدم وسائل التواصل الاجتماعي والدعاية والإعلام في نشر تلفيقات وأكاذيب البروبوغاندا الصهيونية، خصوصا اذا عرفنا ان اي دبلوماسي او صحافي اسرائيلي يتقن ثلاث لغات على اقل تقدير .

امام هذه الترسانة ألضخمة نقول كيف لنا في الاردن، بإمكانياتنا الشحيحة، مواجهة بروبوغاندا مقيتة، ونقف بالمرصاد لإسرائيل في 'حرب ألكلمات' في قضية الشهيد زعيتر والتي ستستغرق كثيرا من الوقت، وغيرها من قضايانا الاخرى، من خلال نقلها للعالم بحقيقتها وصدقيتها وعدالتها .

فعليا، نحن في الاردن لا نملك سوى صحيفة انجليزية واحدة هي 'الجوردان تايمز' ونشرة اخبارية انجليزية متواضعة جدا تظهر يوميا على الفضائية الاردنية لربع ساعة فقط، اذن ما العمل ؟ أن الاوان لان تفيق سفاراتنا وممثلياتنا بالخارج من سباتها، وتتحمل مسؤولياتها كاملة من خلال المتابعة الحثيثة لكل ما يتعلق في الصراع مع اسرائيل، والاستفادة من وسائل التواصل ألاجتماعي، ودعم عملية ألترجمة، وهنا لا بد من اجراء عملية تقييم شاملة لكوادر الدبلوماسية الاردنية في ألخارج وإعادة تأهيلها وهيكلتها، ثم رفدها من مركز الوزارة بكل ما تحتاجه من المواد الصحافية والبيانات المحبوكة جيدا بإشراف خبراء في الاعلام والسياسة، غير ذلك ليس لنا حول او قوة .


gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة